فلما أصبح أحضره أمير المؤمنين، فأنشده هذه الأبيات، فضحك منه وخلى سبيله.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري أخبرنا محمد بن العباس حدثنا حرمي بن أبي العلاء حدثنا الزبير بن بكار حدثني عمي عن جدي. قال: ألزم أمير المؤمنين المنصور أبا دلامة أن يحضر الظهر والعصر في جماعة، فقال أبو دلامة:
يكلفني الأولى جميعا وعصرها * ومالي وللأولى ومالي وللعصر؟
وما ضره - والله يغفر ذنبه - * لو أن ذنوب العالمين على ظهري أخبرني الأزهري أخبرنا محمد بن جعفر الأديب أخبرنا أحمد بن السرى حدثني عمي أبو القاسم أخبرني أبو عكرمة عن بعض أصحابه. قال: خرج المهدي وعلي بن سليمان إلى الصيد ومعهما أبو دلامة، فرمى المهدي ظبيا فشكه، ورمى علي بن سليمان - وهو يريد ظبيا فأصاب كلبا - فشكه، فضحك المهدي وقال: يا أبا دلامة قل في هذا، فقال:
قد رمى المهدي ظبيا * شك بالسهم فؤاده وعلي بن سليما * ن رمى كلبا فصاده فهنيئا لكما كل * امرئ يأكل زاده فأمر له بثلاثين ألف درهم.
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري حدثنا أحمد بن العباس العسكري حدثنا عبد الله بن أبي سعد حدثنا يحيى بن خليفة بن الجهم الدارمي حدثني محمد بن حفص العجلي. قال: ولد لأبي دلامة ابنة، قال فما سميتها؟ قال: أم دلامة، قال: وأي شئ تريد؟ قال أريد أن يعينني عليها أمير المؤمنين، ثم أنشده:
لو كان يقعد فوق الشمس من كرم * قوم، لقيل اقعدوا يا آل عباس ثم ارتقوا في شعاع الشمس كلكم * إلى السماء، فأنتم أكرم الناس قال: فهل قلت فيها شيئا؟ قال نعم قلت:
فما ولدتك مريم أم عيسى * ولم يكفلك لقمان الحكيم ولكن قد تضمك أم سوء * إلى لباتها وأب لئيم قال: فضحك أبو جعفر، ثم أخرج أبو دلامة خريطة من خرق، فقال ما هذه؟ قال يا أمير المؤمنين اجعل فيها ما تحبوني به، قال املئوها له دراهم، فوسعت ألفي درهم.