وذكروا عن مشيخة أهل المدينة أنهم زعموا أن حجاج بن أرطاة نصب قبلة مسجد مدينة أبي جعفر المنصور، ولحجاج قطيعة ببغداد في الربض تعرف بقطيعة حجاج.
أخبرني الأزهري، حدثنا محمد بن العباس، أنبأنا أحمد بن معروف الخشاب، أنبأنا الحسين بن فهم، حدثنا محمد بن سعد قال: الحجاج بن أرطاة بن ثور بن هبيرة ابن شراحيل بن كعب بن سلامان بن عامر بن حارثة بن سعد بن مالك بن النخع بن مذحج، ويكنى الحجاج أبا أرطاة. وكان شريفا سريا، وكان في أصحاب أبي جعفر فضمه إلى المهدي فلم يزل معه حتى توفي بالري، والمهدي بها يومئذ في خلافة أبي جعفر. وكان ضعيفا في الحديث.
قلت: والنخع هو ابن عامر بن عمرو بن عكة بن جلد بن مالك - وهو مذحج - ابن أدد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
أنبأنا عبيد الله بن عمر الواعظ، حدثني أبي، حدثنا عمر بن الحسن، أنبأنا الحارث ابن محمد قال: حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا عبد الملك بن عبد الحميد، حدثني أبي - غير مرة - قال: مكث الحجاج بن أرطاة يعيش من غزل أمة له، كذا وكذا من سنة - أو قال ستين سنة - ثم أخرجه أبو جعفر مع ابنه المهدي إلى خراسان فقدم بسبعين مملوكا. قال: وربما رأيته - يعني الحجاج - يضع يده على رأسه ويقول:
قتلني حب الشرف.
أخبرني محمد بن جعفر بن علان الوراق، أنبأنا محمد بن مخلد، حدثنا محمد بن جرير الطبري، حدثني عبد الله بن محمد الزهري، حدثنا سفيان قال: قال الحجاج بن أرطاة: أهلكني حب الشرف.
أنبأنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان، أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا أبو سلمة موسى، حدثنا حماد بن زيد.
وأنبأنا البرقاني - واللفظ له - قال: قرأت على أبي الحسين محمد بن محمد الحجاجي أخبركم محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا العباس بن عبد العظيم، حدثنا المعلى بن منصور، حدثنا حماد بن زيد قال: قدم علينا جرير بن حازم من المدينة فاتيناه فسلمنا عليه، فما برحنا حتى تذاكرنا الحديث، فقال في بعض ما يقول: حدثنا قيس بن سعد عن الحجاج بن أرطاة، فلبثنا ما شاء الله، فقدم علينا الحجاج، ابن