فلسا، فقال: يا أبا إسحاق حدثني حديثا في السخاء، فلعل الله يشرح صدري فأعمل شيئا، قال: فقلت له: نعم روى عن الحسن بن علي أنه كان مارا في بعض حيطان المدينة، فرأى أسود بيده رغيف يأكل لقمة ويطعم الكلب لقمة، إلى أن شاطره الرغيف. فقال له الحسن: ما حملك على أن شاطرته ولم تغابنه فيه بشيء؟ فقال:
استحت عيناي من عينيه أن أغابنه، فقال له: غلام من أنت؟ فقال: غلام أبان بن عثمان، فقال: والحائط؟ قال لأبان بن عثمان، فقال له الحسن: أقسمت عليك لا برحت حتى أعود إليك، فمر واشترى الغلام والحائط، وجاء إلى الغلام فقال: يا غلام قد اشتريتك، قال: فقام قائما فقال: السمع والطاعة لله ولرسوله ولك يا مولاي، قال: وقد اشتريت الحائط وأنت حر لوجه الله، والحائط هبة مني إليك. قال:
فقال الغلام: يا مولاي قد وهبت الحائط للذي وهبتني له! قال: فقال عباس البقال:
أحسن والله يا أبا إسحاق، لأبي إسحاق دانق إلا فلسا أعطه بدانق ما يريد. فقلت:
والله لا أخذت إلا بدانق إلا فلسا.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أبو أيوب سليمان ابن إسحاق الجلاب قال: قال أبو إسحاق الحربي: كان لنا جار نخاس في البيت يقال له عباس، قد أتى عليه خمس وثمانون سنة، قال: فسألته امرأة عن مسألة فقالت له:
زوج ابنتي طلقها. قال: فرضيت أنت وأبوها؟ قالت: لا، قال: لا يجوز حتى ترضى الأم والأب! قال: فقالت له: قد سألت أبا إسحاق فقال قد طلقت. قال: فقال ويدري أبو إسحاق؟! أنا أبصر من أبي إسحاق وأعلم وأكبر، أنا ألقيت على أبي إسحاق مسألة فلم يخرج منها.
حدثني محمد بن علي الصوري، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر التجيبي، حدثنا محمد بن إسحاق الملحمي القاضي قال: سمعت عبد الله بن أحمد يقول: كان أبي يقول: امض إلى إبراهيم الحربي حتى يلقى عليك الفرائض.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: قال لنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي: لما مات سعيد بن أحمد بن حنبل، جاء إبراهيم - يعني الحربي - إلى عبد الله بن أحمد، فقام إليه عبد الله فقال: تقوم إلي؟ قال: لم لا أقوم، والله لو رآك أبي لقام إليك. قال:
والله لو رأى ابن عيينة أباك لقام إليه.
حدثني عبد العزيز بن أبي طاهر الصوفي، حدثني عبد الوهاب بن جعفر الميداني، حدثنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن زبر، حدثني أبي قال: قال لي أبو