هارون بن محمد بن إسحاق قال كان المنتصر بالله ربعة من الرجال، أسمر كبير العينين، مسمنا مبصر الخلق، مليح الوجه، جيد اللحية، حسن المضحك، ونقش خاتمه محمد رسول الله. وله خاتم آخر نقشه المنتصر بالله. يكنى أبا جعفر وأمه أم ولد يقال لها حبشية، رومية. بويع يوم الأربعاء لأربع ليال خلون من شوال سنة سبع وأربعين ومائتين.
وقال أبو بشر أخبرني أبو موسى العباسي قال: استخلف المنتصر بالله وهو ابن أربع وعشرين سنة.
أخبرني محمد بن أبي علي الأصبهاني قال نبأنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال نبأنا محمد بن يحيى قال سمعت عبد الله بن المعتز يقول قال: المنتصر بالله: والله ما عز ذو باطل ولو طلع القمر من جبينه، ولا ذل ذو حق ولو أطبق العالم عليه.
أخبرنا علي بن أبي علي المعدل قال نبأنا محمد بن العباس الخزاز لفظا قال نبأنا محمد بن خلف بن المرزبان قال حدثني أحمد بن حبيب قال حدثني علي بن يحيى المنجم قال: جلس المنتصر في مجلس كان أمر أن يفرش له بفرش ديباج مثقل بالذهب، وكان في بعض البسط دائرة كبيرة فيها مثال فرس وعليه راكب وعلى رأسه تاج، وحول الدائرة كتابه بالفارسية، فلما جلس المنتصر وجلس الندماء، وقف على رأسه وجوه الموالي والقواد، فنظر إلى تلك الدائرة وإلى الكتاب الذي حولها فقال لبغا: إيش هذا الكتاب؟ فقال: لا أعلم يا سيدي. فسأل من حضر من الندماء فلم يحسن أحد أن يقرأه فالتفت إلى وصيف وقال أحضر لي من يقرأ هذا الكتاب فأحضر رجلا فقرأ الكتاب فقطب، فقال له المنتصر: ما هو؟ فقال: يا أمير المؤمنين بعض حماقات الفرس، قال: أخبرني ما هو؟ قال يا أمير المؤمنين ليس له معنى، فألح عليه وغضب. قال يقول أنا شيرويه بن كسرى بن هرمز، قتلت أبى فلم أمتع بالملك إلا ستة أشهر. فتغير وجه المنتصر وقام على مجلسه إلى النساء، فلم يملك الا ستة أشهر.
أخبرنا عبد العزيز بن علي قال أنبأنا محمد بن أحمد المفيد قال نبأنا أبو بشر الدولابي قال أخبرني علي بن الحسن بن علي عن عمر بن شبة قال حدثني أحمد بن الخصيب قال حدثني جعفر بن عبد الواحد قال دخلت على المنتصر بالله فقال لي: يا جعفر لقد عولجت فما أسمع بأذني ولا أبصر بعيني وكان في مرضه الذي مات فيه.