قال نبأنا علي بن حرب الطائي قال: دخلت على المعتز بالله، فما رأيت خليفة كان أحسن وجها منه، فلما رأيته سجدت، فقال: يا شيخ يسجد لاحد من دون الله؟
قلت حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل قال نبأنا بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، عن أبيه، عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى ما يفرح به، أو بشر بما يسره، سجد شكرا لله عز وجل.
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال نبأنا عبيد الله بن محمد المقرئ قال نبأنا محمد ابن يحيى الصولي قال حدثني أبو الغوث بن البختري قال حدثني أبي قال: نظر إلى المعتز وأنا أنظر في وجهه فقال إلى أي شئ تنظر؟ قلت: إلى كمال أمير المؤمنين في جمال وجهه وجميل أفعاله.
حدثني الحسن بن أبي طالب قال نبأنا عبيد الله بن أحمد بن علي قال نبأنا يزداد ابن عبد الرحمن قال قال لي الزبير بن بكار صرت إلى أبى عبد الله المعتز بالله وهو أمير، فلما علم بمكاني خرج مستعجلا فعثر، فأنشأ يقول:
يموت الفتى من عثرة بلسانه * وليس يموت المرء من عثرة الرجل أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح قال: أنبأنا محمد بن العباس الخزاز قال: أنشدنا محمد ابن خلف بن المرزبان قال: أنشدت للمعتز بالله:
يدنو السرور إذا دنا بك منزل * ويغيب صفو العيش حين تغيب قال الشيخ أبو بكر مكث المعتز بالله في الخلافة إلى أن خلف نفسه وسلم الأمر للمهتدي بالله.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا عثمان بن أحمد قال: قال ابن البراء:
كانت خلافة المعتز إلى أن خلع يوم الاثنين لثلاث بقين من رجب سنة خمس وخمسين ومائتين، أربع سنين وستة أشهر وأربعة عشر يوما، وعمره ثلاثا وعشرين سنة، وأظهر قبره، وبقى الأمر يومين - يعنى بعد قتله - حتى استخلف المهتدى بالله.
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال أنبأنا علي بن أحمد بن أبي قيس الرفا قال نبأنا ابن أبي الدنيا قال: بويع المعتز بالله في المحرم سنة اثنتين وخمسين ومائتين عند خلع المستعين بالله، ومات في يوم الثاني من شهر رمضان بسر من رأى ودفن بموضع يقال له باب السميدع سنة خمس وخمسين ومائتين وله ثلاث وعشرون سنة. وكانت خلافة المعتز بالله من يوم دعى له بالخلافة ببغداد إلى يوم دفن ثلاث سنين وسبعة أشهر إلا ثلاثة أيام. هكذا ذكر ابن أبي الدنيا أن وفاة المعتز كانت في شهر رمضان.