هشام بن يونس النهشلي، حدثنا المحاربي، عن موسى الفراء، عن سلمة بن كهيل، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه " (1).
أخبرنا علي بن المحسن التنوخي، أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: لما نقل المستكفي بالله أبا السائب عن القضاء بمدينة المنصور - وذلك في يوم الاثنين مستهل شهر ربيع الأول سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة - قلد في هذا اليوم أبا الحسن محمد بن صالح بن علي بن يحيى بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، ويعرف هو وأهله ببني أم شيبان، وهي والدة يحيى بن عبد الله جد أبيه، وهي المكناة بأم شيبان واسمها كنيتها، وهي بنت يحيى بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن يحيى بن زكريا بن طلحة بن عبيد الله، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأم زكريا بن طلحة أم كلثوم بنت أي بكر الصديق، وأم أبيه صالح بن علي، فاطمة بنت جعفر بن محمد بن عمار البرجمي قاضي القضاة بسر من رأى. قال طلحة: فقد ولده ثلاثة من الصحابة من قريش وله ولادة في البراجم من العرب، والقاضي أبو الحسن محمد بن صالح من أهل الكوفة وبها ولد ونشأ، وكتب الحديث، وقدم بغداد سنة إحدى وثلاثمائة مع أبيه، ثم تكرر دخوله إياها، ثم دخل سنة سبع وثلاثمائة فقرأ على أبي بكر بن مجاهد ولقي الشيوخ، ثم انتقل إلى الحضرة فاستوطنها في سنة ست عشرة وثلاثمائة، وصاهر قاضي القضاة أبا عمر محمد بن يوسف على بنت بنته. قال طلحة: وأبو الحسن رجل عظيم القدر، وافر العقل، واسع العلم، كثير الطلب للحديث، حسن التصنيف، مدمن الدرس والمذاكرة، ينظر في فنون العلم والآداب، متوسط في الفقه على مذهب مالك، ولا أعلم قاضيا تقلد القضاء بمدينة السلام من بني هاشم غيره، ثم قلده المطيع قضاء الشرقية مضافا إلى مدينة المنصور. وذلك في رجب سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، فصار على قضاء الجانب لغربي بأسره إلى شهر ربيع الآخر سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، فإن بغداد جمعت لأبي السائب عتبة بن عبيد الله، وقلد القاضي أبو الحسن مصر وأعمالها، والرملة وقطعة من أعمال الشام.
حدثني علي بن أبي علي البصري قال: سمعت أبي يقول: قال عضد الدولة يوما