مبتدع لا يجالس ولا يكلم، ومن ذهب بعد مجلسنا هذا إلى محمد بن إسماعيل البخاري فاتهموه، فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مثل مذهبه.
أخبرني الحسن بن محمد الأشقر قال أنبأنا محمد بن أبي بكر قال نا أبو صالح خلف بن محمد بن إسماعيل قال سمعت أبا عمر وأحمد بن نصر بن إبراهيم النيسابوري المعروف بالخفاف ببخارى يقول كنا يوما عند محمد بن إسحاق القيسي ومعنا محمد بن نصر المروزي، فجرى ذكر محمد بن إسماعيل البخاري فقال محمد ابن نصر: سمعته يقول: من زعم أنى قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب: فإني لم أقله. فقلت له: يا أبا عبد الله قد خاض الناس في هذا وأكثروا فيه؟ فقال: ليس إلا ما أقول وأحكي لك عنه. قال أبو عمرو الخفاف فاتيت محمد بن إسماعيل فناظرته في شئ من الأحاديث حتى طابت نفسه، فقلت: يا أبا عبد الله، هاهنا أحد يحكي عنك أنك قلت هذه المقالة. فقال: يا أبا عمرو احفظ ما أقول لك، من زعم من أهل نيسابور، وقومس، والري، وهمذان، وحلوان، وبغداد، والكوفة، والمدينة، ومكة، والبصرة أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب، فإني لم أقل هذه إلا أني قلت:
أفعال العباد مخلوقة.
أخبرني أبو الوليد الدربندي قال أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان قال أنبأنا أبو نصر أحمد بن سهل بن حمدويه قال نبأنا أبو العباس الفضل بن بسام قال سمعت إبراهيم بن محمد يقول: أنا توليت دفن محمد بن إسماعيل لما أن مات بخرتنك، أردت حمله إلى مدينة سمرقند أن أدفنه بها فلم يتركني صاحب لنا فدفناه بها، فلما أن فرغنا ورجعت إلى المنزل الذي كنت فيه، قال لي صاحب القصر: سألته أمس فقلت: يا أبا عبد الله ما تقول في القران؟ فقال: القرآن كلام الله غير مخلوق.
قال فقلت له إن النساء يزعمون أنك تقول ليس في المصاحف قرآن، ولا في صدور الناس قرآن. فقال: أستغفر الله أن تشهد علي بشئ لم تسمعه مني. أقول كما قال الله تعالى: (والطور وكتاب مسطور) أقول في المصاحف قرآن وفي صدور الناس قرآن، فمن قال غير هذا يستتاب، فإن تاب وإلا فسبيله سبيل الكفر.
ذكر خبر البخاري مع خالد بن أحمد الأمير بعد عودته إلى بخارى:
أخبرني الحسن بن محمد الأشقر قال أنبأنا محمد بن أبي بكر الحافظ قال سمعت أبا عمرو أحمد بن محمد بن عمر المقرئ يقول سمعت أبا بكر بن منير بن خليد بن