قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٥٣٧
وعن المجلسي، قال المرتضى، قال المفيد: هشام بن الحكم من أكبر أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) وكان تقيا، وروى حديثا كثيرا، وصحب أبا عبد الله (عليه السلام) وبعده أبا الحسن موسى (عليه السلام) وكان يكنى أبا محمد وأبا الحكم، وكان مولى بني شيبان، وكان مقيما بالكوفة، وبلغ من مرتبته وعلوه عند أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) أنه دخل عليه بمنى، وهو غلام أول ما اختط عارضاه وفي مجلسه شيوخ الشيعة كحمران بن أعين وقيس الماصر ويونس بن يعقوب وأبي جعفر الأحول وغيرهم، فرفعه على جماعتهم وليس فيه إلا من هو أكبر منه سنا، فلما رأى أبو عبد الله (عليه السلام) أن ذلك الفعل كبر على أصحابه، قال: هذا ناصرنا بقلبه ولسانه ويده. وقال له أبو عبد الله (عليه السلام) - وقد سأله عن أسماء الله واشتقاقها فأجابه - ثم قال له: أفهمت يا هشام فهما تدفع به أعداءنا الملحدين مع الله تعالى؟ قال هشام: نعم، قال أبو عبد الله (عليه السلام): نفعك الله به وثبتك، قال هشام: فوالله! ما قهرني أحد في التوحيد حتى قمت مقامي هذا (1).
وقال الكراجكي: فإن قال قائل: أليس قد اشتهر عن أحد متكلميكم - وهو هشام بن الحكم - أن الله جسم فكيف لم تتبرأوا منه؟ قلنا: الذي اشتهر عنه أنه كان يقول: إن الله جسم لا كالأجسام، وأما موالاتنا له فهو لما شاع عنه واستفاض من تركه القول بالجسم الذي كان يبصره ورجوعه عنه وإقراره بخطئه فيه، وذلك حين قصد الإمام جعفر بن محمد (عليه السلام) إلى المدينة فحجبه، وقيل له: إنه قد آلى أن لا يوصلك إليه ما دمت قائلا بالجسم، فقال: والله! ما قلت به إلا لأني ظننت أنه وفاق لقول إمامي، فأما إذا أنكره فإني تائب إلى الله تعالى، فأوصله الإمام (عليه السلام) إليه حينئذ ودعا له بالخير (2).
وفي معالم ابن شهرآشوب، قال الصادق (عليه السلام): هشام رائد حقنا وسائق قولنا المؤيد لصدقنا والدامغ لباطل أعدائنا، من تبعه وتبع أثره تبعنا، ومن خالفه وألحد

(١) البحار: ١٠ / ٢٩٥، باب ١٨ احتجاجات أصحاب الكاظم (عليه السلام) على المخالفين.
(٢) كنز الفوائد: ٢ / 40 - 41.
(٥٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 532 533 534 535 536 537 538 539 540 541 542 ... » »»