قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٥٤٨
وروى المسعودي في مروجه إفحامه أبا الهذيل العلاف (1). وروى عيون ابن قتيبة إفحامه موبذ المجوس ورجلا ثنويا (2).
ويأتي في " أبي منصور النمري " أنه كان خارجيا فصيره هشام إماميا.
وفي الاختصاص، عن عبد العظيم قال هارون لجعفر البرمكي: أحب أسمع كلام المتكلمين من حيث لا يعلمون بمكاني، فأمر فأحضروا وصار هارون في مجلس يسمع كلامهم وأرخى بينه وبينهم سترا، فدخل عليهم هشام وعليه قميص إلى الركبة وسراويل إلى نصف الساق، فسلم على الجميع ولم يخص جعفرا بشيء، فقال له رجل من القوم: لم فضلت عليا على أبي بكر والله يقول: (ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا) فقال: أخبرني عن حزنه في ذلك الوقت أكان لله رضى أم غير رضى؟ فسكت، فقال هشام: إن كان رضى فلم نهاه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: " لا تحزن " أنهاه على طاعته تعالى ورضاه؟ وإن كان لله غير رضى فلم تفتخر بشيء كان لله غير رضى، وقد علمت ما قد قال تعالى: (فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين) - أي ما تفتخر به دليل على أنه كان غير مؤمن، حيث خصت آية الغار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالسكينة - وقالت العامة: " الجنة اشتاقت إلى أربعة نفر علي والمقداد وعمار وأبي ذر " فأرى صاحبنا قد دخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة وتخلف عنها صاحبكم، ففضلنا صاحبنا على صاحبكم بهذه الفضيلة.
وقلتم وقلنا وقالت العامة: إن الذابين عن الإسلام أربعة نفر: علي بن أبي طالب والزبير وأبو دجانة وسلمان، فأرى صاحبنا قد دخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة وتخلف عنها صاحبكم، ففضلنا صاحبنا على صاحبكم بهذه الفضيلة.
وقلتم وقلنا وقالت العامة: إن القراء أربعة نفر: علي وعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت، فأرى صاحبنا قد دخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة

(1) مروج الذهب: 4 / 21.
(2) عيون الأخبار: 2 / 152 - 153، الجزء الخامس.
(٥٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 543 544 545 546 547 548 549 550 551 552 553 ... » »»