قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٥٣٨
فقد عادانا وألحد فينا (1).
أقول: وروى الكافي - في باب الاضطرار إلى الحجة - عن يونس بن يعقوب، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فورد عليه رجل من أهل الشام، فقال: إني رجل صاحب كلام وفقه وفرائض، وقد جئت لمناظرة أصحابك - إلى أن قال، بعد ذكر إدخال حمران والأحوال والجواليقي وقيس بن الماصر - فأخرج أبو عبد الله (عليه السلام) رأسه فإذا هو ببعير يخب، فقال (عليه السلام): هشام ورب الكعبة! فظننا أن هشاما رجل من ولد عقيل كان شديد المحبة له، فورد هشام بن الحكم وهو أول ما اختطت لحيته، ليس فينا إلا من هو أكبر منه سنا، فوسع له أبو عبد الله (عليه السلام) وقال: ناصرنا بقلبه ولسانه ويده (إلى أن قال) فقال الشامي لهشام: يا غلام، كلمني في إمامة هذا، فغضب هشام حتى ارتعد، ثم قال للشامي: يا هذا! أربك أنظر لخلقه أم خلقه لأنفسهم؟ فقال الشامي: بل ربي، قال: ففعل بنظره لهم ماذا؟ قال: أقام لهم حجة ودليلا، كيلا يتشتتوا أو يختلفوا، يتألفهم ويقيم أودهم ويخبرهم بفرض ربهم، قال:
فمن هو؟ قال: النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال هشام: فمن بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: الكتاب والسنة، قال هشام: فهل نفعنا اليوم الكتاب والسنة في رفع الاختلاف عنا؟ قال الشامي: نعم، قال: فلم اختلفت أنا وأنت وصرت إلينا من الشام في مخالفتنا إياك؟
فسكت الشامي، فقال أبو عبد الله (عليه السلام) للشامي: مالك لا تتكلم؟ قال الشامي: إن قلت: لم نختلف كذبت، وإن قلت: إن الكتاب والسنة يرفعان الاختلاف أبطلت، لأنهما يحتملان الوجوه، وإن قلت: قد اختلفنا وكل واحد منا يدعي الحق فلم ينفعنا إذن الكتاب والسنة إلا أن له عليه هذه الحجة، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): سله تجده مليا، فقال الشامي: يا هذا، من أنظر للخلق أربهم أو أنفسهم؟ فقال هشام:
ربهم أنظر منهم لأنفسهم، فقال الشامي: فهل أقام لهم من يجتمع كلمتهم ويقيم أودهم ويخبرهم بحقهم من باطلهم؟ فقال هشام: في وقت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أو الساعة؟ قال الشامي: في وقت الرسول الرسول، والساعة من؟ فقال هشام: هذا

(٥٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 533 534 535 536 537 538 539 540 541 542 543 ... » »»