قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٥٣٦
الحكم: كفرت والله بالله العظيم وألحدت فيه، ويحك! ما قدرت أن تشبه بكلام ربك إلا العود يضرب به، قال جعفر بن محمد بن حكيم: فكتب إلى أبي الحسن موسى (عليه السلام) يحكي لهم مخاطبتهم وكلامهم، ويسأله أن يعلمه ما القول الذي ينبغي أن يدين الله به من صفة الجبار، فأجابه في عرض كتابه: فهمت رحمك الله، وأعلم رحمك الله! أن الله أجل وأعلى وأعظم من أن يبلغ كنه صفته، فصفوه بما وصف به نفسه وكفوا عما سوى ذلك (1).
وروى الكافي عن علي بن أبي حمزة، قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): سمعت هشام ابن الحكم يروي عنكم أن الله جسم صمدي نوري، معرفته ضرورة يمن بها على من يشاء من خلقه، فقال (عليه السلام): سبحان من لا يعلم أحد كيف هو إلا هو! (2).
وقال المرتضى: قول هشام أنه تعالى جسم لا كالأجسام ليس بتشبيه، ولا ناقض لأصل، ولا معترض على فرع، وأنه غلط في العبارة يرجع في إثباتها ونفيها إلى اللغة، وأكثر أصحابنا يقولون: إنه قد أورد ذلك على سبيل المعارضة للمعتزلة، فقال لهم: إذا قلتم إن الله تعالى شيء لا كالأشياء فقولوا: إنه جسم لا كالأجسام، وليس كل من عارض بشيء وسأل عنه يكون معتقدا له ومتدينا به، ويجوز أن يكون قد قصد به إلى استخراج جوابهم عن هذه المسألة ويعرفهم ما عنده فيها، أو إلى أن يبين قصورهم عن إيراد المرضي في جوابها إلى غير ذلك (3).
وفي الملل: هشام صاحب غور في الأصول لا يجوز أن يغفل عن إلزاماته على المعتزلة، فإن الرجل وراء ما يلزم به على الخصم ودون ما يظهره من التشبيه، وذلك أنه ألزم على العلاف، فقال: " إنك تقول: البارئ تعالى عالم بعلم وعلمه ذاته، فيشارك المحدثات في أنه عالم بعلم ويباينها في أن علمه ذاته، فيكون عالما لا كالعالمين " فلم لا تقول هو جسم لا كالأجسام، وصورة لا كالصور، وقدرة لا كالأقدار (4).

(١) الكشي: ٢٥٥ - ٢٨٠.
(٢) الكافي: ١ / 104.
(3) الشافي في الإمامة: 1 / 84.
(4) الملل والنحل للشهرستاني: 1 / 185.
(٥٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 531 532 533 534 535 536 537 538 539 540 541 ... » »»