قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٥٤٢
هشام: فالوجه الثاني ينبغي أن الناس المكلفين استحلوا بعد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) علما في مثل علم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) (1) حتى لا يحتاج أحد إلى أحد، قال ضرار: لا أقول هذا أيضا، قال: فبقي الوجه الثالث، وهو: أنه لابد لهم من عالم يقيمه الرسول لهم لا يسهو ولا يغلط ولا يحيف، معصوم من الذنوب مبرأ من الخطايا يحتاج الناس إليه ولا يحتاج إلى أحد.
قال ضرار: فما الدليل عليه؟ قال هشام: ثمان دلالات، أربع في نعت نسبه، وأربع في نعت نفسه: فأما الأربع التي وقعت في نعت نسبه فإنه يكون معروف الجنس، معروف القبيلة، معروف البيت، وأن يكون من صاحب الملة والدعوة إشارة إليه، فلم تر جنسا من هذا الخلق أشهر من جنس العرب الذي منهم صاحب الملة والدعوة الذي ينادي باسمه كل يوم خمس مرات على الصوامع: " أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله " تصل دعوته إلى كل بر وفاجر، وعالم وجاهل، مقر ومنكر، في شرق الأرض وغربها، ولو جاز أن يكون الحجة من الله تعالى على هذا الخلق في غير هذا الجنس لأتى على الطالب المرتاد دهر من عصره لا يجده، ولجاز أن يطلبه في أجناس من هذا الخلق، ولكان من حيث أراد تعالى أن يكون صلاح يكون فساد، ولا يجوز هذا في حكمته تعالى وعدله أن يفرض على الناس فريضة لا توجد، فلما لم يجز ذلك لم يجز أن يكون من غير هذا الجنس لاتصاله بصاحب الملة، ولم يجز من ذلك أن يكون هذا الجنس إلا في هذه القبيلة لقرب نسبها من صاحب الملة وهو قريش، ولما لم يجز أن يكون هذا الجنس إلا في هذه القبيلة لم يجز أن يكون من هذه القبيلة إلا في هذا البيت لقرب نسبه من صاحب الملة والدعوة، ولما أكثر أهل البيت التشاجر في الإمامة لعلوها وشرفها ادعاها كل واحد، فلم يجز إلا أن يكون إليه إشارة من صاحب الملة والدعوة بعينه واسمه ونسبه، لئلا يطمع فيها غيره.
وأما الأربع التي في نعت نفسه: فأن يكون أعلم الناس كلهم بفرائض الله وسننه وأحكامه حتى لا يخفى عليه منها دقيق ولا جليل، وأن يكون معصوما من

(1) في إكمال الدين: استحالوا بعد الرسول (صلى الله عليه وآله) علماء في مثل حد الرسول.
(٥٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 537 538 539 540 541 542 543 544 545 546 547 ... » »»