قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٥٤٠
الأسواري قال: كان ليحيى بن خالد مجلس بداره يحضره المتكلمون من كل فرقة يوم الأحد، فيتناظرون في أديانهم يحتج بعض على بعض، فبلغ ذلك الرشيد، فقال ليحيى: يا عباسي ما هذا المجلس الذي بلغني في منزلك يحضره المتكلمون؟ قال:
ما شيء رفعني به الخليفة وبلغ بي من الكرامة والرفعة أحسن موقعا عندي من هذا المجلس، يحضره كل قوم مع اختلاف مذاهبهم، فيحتج بعضهم على بعض ويعرف المحق من بينهم ويبين لنا فساد كل مذهب من مذاهبهم، فقال له الرشيد: أنا أحب أن أحضر هذا المجلس وأسمع كلامهم على ألا يعلموا بحضوري فيحتشمون ولا يظهرون مذاهبهم، قال: ذلك إلى الخليفة إن شاء ومتى شاء، قال: فضع يدك على رأسي أن لا تعلمهم بحضوري، ففعل ذلك وبلغ الخبر المعتزلة، فتشاوروا بينهم وعزموا على ألا يتكلموا هشاما إلا في الإمامة، لعلمهم بمذهب الرشيد وإنكاره على من قال بالإمامة، فحضروا وحضر هشام وحضر عبد الله بن يزيد الأباضي، وكان من أصدق الناس لهشام وكان يشاركه في المحاورة، فلما دخل هشام وسلم على عبد الله من بينهم، فقال يحيى لعبد الله: كلم هشاما في ما اختلفتم فيه من الإمامة.
فقال هشام: أيها الوزير، ليس لهؤلاء علينا مسألة ولا جواب، فقال بنان - وكان من الحرورية -: أنا أسألك يا هشام، أخبرني عن أصحاب علي يوم حكموا الحكمين، كانوا مؤمنين أم كافرين؟ قال هشام: كانوا ثلاثة أصناف: صنف مؤمنون، وصنف مشركون، وصنف ضالون؛ فأما المؤمنون: فمن قال مثل قولي: إن عليا (عليه السلام) إمام من عند الله عزوجل ومعاوية لا يصلح لها، فآمنوا بما قال الله عزوجل في علي (عليه السلام) وأقروا به، وأما المشركون فقوم قالوا: علي إمام ومعاوية يصلح لها، فأشركوا إذ أدخلوا معاوية مع علي (عليه السلام)، وأما الضالون: فقوم خرجوا بالحمية والعصبية للقبائل والعشائر فلم يعرفوا شيئا من هذا وهم جهال.
قال: فأصحاب معاوية؟ قال: " كانوا ثلاثة أصناف: صنف كافرون، وصنف مشركون، وصنف ضالون، أما الكافرون: فالذين قالوا: إن معاوية إمام وعلي
(٥٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 535 536 537 538 539 540 541 542 543 544 545 ... » »»