قاموس الرجال - الشيخ محمد تقي التستري - ج ١٠ - الصفحة ٥١٦
قال: لو قلت برأسي هكذا لقالت الشيعة برأسها، فقلت: أنت رجل ملبوس عليك، إن من عقيدة الشيعة: أنه لو رأوه وعليه إزار مصبوغ وفي عنقه كر يضرب حول هذا العسكر لقالوا: ما كان وقتا من الأوقات أطوع لله عزوجل من هذا الوقت، وما وسعه غير ذلك فسكت. ثم كان يذكره عندي وقتا بعد وقت، فدخلت على الرضا (عليه السلام) فقلت له: إن العباسي يسمعني منك (1) ويذكرك وهو كثيرا ما ينام عندي ويقيل، فترى أن آخذ بحلقه وأعصره حتى يموت ثم أقول: مات ميتة فجأة؟ فقال - ونفض يديه ثلاث مرات -: لا يا ريان لا يا ريان لا يا ريان! فقلت له: إن الفضل ابن سهل هو ذا يوجهني إلى العراق في أمور له والعباسي خارج بعدي بأيام إلى العراق، أفترى أن أقول لمواليك القميين أن يخرج منهم عشرون أو ثلاثون رجلا كأنهم قاطعوا الطريق أو صعاليك فإذا اجتاز بهم قتلوه، فيقال: قتله الصعاليك؟
فسكت ولم يقل لي نعم ولا لا. فلما صرت إلى " الجواد " بعثت فارسا إلى زكريا بن آدم القمي وكتبت إليه أن هاهنا أمورا لا يحتملها الكتاب، فإن رأيت أن تصير إلى مشكاة يوم كذا وكذا فلأوافينك بها إن شاء الله، فوافيت وقد سبقني إلى مشكاة، فأعلمته الخبر وقصصت عليه القصة وأنه يوافي الموضع يوم كذا وكذا، فقال:
دعني والرجل، فودعته وخرجت ورجع إلى قم وقد وافاها معمر فاستشاره فيما قلت له، فقال معمر: لا ندري سكوته أمر أو نهي، ولم يأمرك بشيء فليس الصواب أن تتعرض له، فأمسك عن التوجه إليه زكريا، واجتاز العباسي الجادة وسلم منه (2).
وأما رواية العيون عن اليقطيني سمعت هشام العباسي يقول: " دخلت على الرضا (عليه السلام) وأنا أريد أن أسأله أن يعوذني لصداع أصابني وأن يهب لي ثوبين من ثيابه أحرم فيهما، فلما دخلت سألت عن مسائلي فأجابني ونسيت حوائجي، فلما قمت لأخرج قال: اجلس، فجلست بين يديه، فوضع يده على رأسي وعوذني، ثم دعا بثوبين من ثيابه فدفعهما إلي، وقال لي: أحرم فيهما؛ قال العباسي: وطلبت

(1) في المصدر: فيك.
(2) قرب الإسناد: 148 - 150.
(٥١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 511 512 513 514 515 516 517 518 519 520 521 ... » »»