بطلان الملازمة وهل يشك أحد في أن علي بن أبي حمزة أو أبا جميلة المفضل بن صالح كانا من الرواة وحملة العلم ومع ذلك ورد فيهم اللعن والتكذيب والتضعيف.
الرابعة - ما دل على الوثاقة دلالة احتمالية كقولهم في الراوي بأنه ذو أصل أو كتاب أو كان خيرا أو رحمه الله أو حسن..
وهذه الألفاظ ملحقة بالقسم السابق من حيث عدم الاعتماد عليها في التوثيق إذ لا ملازمة عقلية أو عادية أو عرفية بين تأليف كتاب وبين الأمانة والوثاقة وملاحظة الخارج شاهدة على صدق النقض.. فكم من الكتاب الوضاعين المفترين. على التشيع وعلى أئمة أهل البيت وبألبسة أهل البيت وبسياق مدحهم.. ويستطيع الناظر المريد مراجعة ما كتب في هذا المجال ليتحقق من صحة المقال بل إن أرباب الرجال كالنجاشي قد نصوا في طيات كتبهم على ذلك.
واما توصيف الراوي بالخير والصلاح فهو مما لا يدل على التوثيق وان احتمله لصدق ولو بجهة ما كانفاقه على الفقراء والمساكين مثلا أو تعاهده للمؤمنين بزيارة مرضاهم والسير في جنائزهم وما شاكل ذلك.
ومن الواضح عدم التلازم بين هذه الأفعال وان حسنت ورجحت وبين الأمانة والوثاقة.
اللهم إلا أن يدعى الملازمة بين كل من فيه محمدة ما وبين عصمة لسانه وهذا مما لا يترقب صدوره من عاقل فضلا عن فاضل.
وكذا يقال في الترحم فإنه يصح على كل ذي منة وإحسان وفضل على الاسلام والمسلمين مطلقا ما لم يدخل المقول فيه ذلك تحت عنوان موجب لعدم جواز ذلك كغاصب خلافة أو قاتل للنفوس المحترمة.. أو المدخل للبدع في دين الله وان كان لأولئك فضل ما على الاسلام من جهات أخرى.