والجواب اننا لا نقبل بل لا نعقل ذلك النجاشي أو الشيخ لمثل هذه الكلمات في حق عامي ولا يقيد ذلك في كتابه بل يبعد جدا نعته بهذه العبارة مع ثبوت كذبه وضلاله كما لا يخفى على المتأمل..
الثالثة - ما دل على الوثاقة دلالة ظنية كقولهم في الراوي صحيح الحديث أو وجيه أو من علمائنا أو من أصحابنا أو كان فاضلا..
وهذه الألفاظ وما شاكلها لا يعتمد عليها بمفردها ومن دون قرائن أخرى تنضم إليها.
والوجه في ذلك أن توصيف شخص بصحة الحديث ينسجم انسجاما مقبولا مع إرادة الصحة والاستقامة في كيف ونوع الأحاديث التي يرويها مع الخطوط الكبرى للتشيع.
وبعبارة أخرى يكون نظر الشاهد إلى طبيعة المخبر به لا المخبر وإن احتمله وكذا فإن لفظ وجيه أو من علمائنا وغيرهما من العبائر المشابهة تطلق على الفاسق مطلقا فضلا عن الكاذب كما يلاحظ ذلك من استقراء موارد استعمالاتها - نعم ان لهذه الألفاظ قيمة احتمالية معتد بها للكشف عن حقيقة الرجل من حيث الوثاقة إلا أنها لا تشكل بمفردها عاملا متكاملا لتوثيقه.
إن قلت كيف يتصور أن يقول النجاشي وأضرابه في حق شخص ما انه من أصحابنا أو من علمائنا وهو من الكذابين الوضاعين.
قلنا إن الامر ليس منحصرا في الاحتمال المذكور بل يكفي لنعته بذلك كونه إماميا عالما معاصرا غير معلوم الحال عندهم.
ودعوى تلازم الفضل والعلم والصحبة مع الوثاقة مما لا تكاد تقبل أساسا وان شكلت إحدى القرائن الاحتمالية كما عرفت.
وفي جملة من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) مزيد دلالة على