وكانت العبارة ظاهرة جدا فيما نريد بعد إرادة معنى آخر إلا مع قرينة تحدد ذلك واما زيادة قيد (في الحديث) وما شاكل فهو من باب زيادة التوضيح والتفسير ولد ورد (ثقة ثقة) مكرره ولعل الدافع إلهي أيضا كون المقول فيه ذلك من العامة مما قد يتوهم معه المنافاة مع الصدق والأمانة فيؤتى بهذه القيود تنبيها واستداركا.
كما هو الحال في العديد من العامة الذين ورد فيهم التوثيق.
ففي ترجمة أحمد بن بشر يذكر النجاشي [ثقة في الحديث واقفي المذهب].
وفي ترجمة أحمد بن الحسين [كان فطحيا غير أنه ثقة في الحديث].
وفي ترجمة الحسن بن أحمد بن المغيرة [.. كان عراقيا مضطرب المذهب وكان ثقة فيما يرويه].
الثانية - ما دل على الوثاقة ضمنيا كقولهم في الراوي - عظيم الشأن وجه من وجوه أصحابنا - جليل القدر - عظيم المنزلة وما شاكلها من ألفاظ.
وهذه الألفاظ مما لا نستشكل في دلالتها على الوثاقة وإن لم تناظر القسم الأول دلالة إذ أننا لم نقبل التعامل الحرفي والجمود على مؤدى اللفظة لغة بل شرطنا دراسة السير التاريخي للكلمة وملاحظة الأحوال التي تقال فيها.
والمتتبع خارجا لمراد استعمالات مثل هذه العبارات يكتشف ان المراد منها توثيق أصحابها ضمن شهادتهم العامة بل إثبات انهم في أعالي رتب الوثاقة...
وقد يورد ان لفظ عظيم الشأن أو جليل القدر قد يطلقان على من كان عند العامة كذلك مع أنه قد يكون المتصف بذلك عندهم من أكبر الوضاعين والمفترين على الأئمة والتشيع.