مناد من السماء فأعلم أنه صادق، فقال ابن ميثم: هذا من حديث الخرافة، ومتى كان هذا في عقد الإمامة، إنما يروى هذا في صفة القائم عليه السلام وهشام أجدل من أن يحتج بهذا، على أنه لم يفصح بهذا الافصاح الذي قد شرطته أنت، إنما قال: إن أمرني المفروض الطاعة بعد علي عليه السلام فعلت، ولم يسم فلان دون فلان كما تقول: إن قال لي طلبت غيره، فلو قال هارون له، وكان المناظر له:
من المفروض الطاعة؟ فقال له: أنت، لم يمكن أن يقول له، فإن أمرتك بالخروج بالسيف تقاتل أعدائي تطلب غيري، وتنتظر المنادي من السماء، هذا لا يتكلم به مثل هذا، لعلك لو كنت أنت تكلمت به. قال: ثم قال علي بن إسماعيل الميثمي: إنا لله وإنا إليه راجعون على ما يمضي من العلم إن قتل، ولقد كان عضدنا وشيخنا المنظور إليه فينا ".
3 - " حدثني محمد بن مسعود العياشي، قال: حدثنا جبرئيل بن أحمد الفاريابي، قال: حدثني محمد بن عيسى العبيدي، عن يونس، قال: قلت لهشام:
إنهم يزعمون أن أبا الحسن عليه السلام بعث إليك عبد الرحمن بن الحجاج يأمرك أن تسكت ولا تتكلم، فأبيت أن تقبل رسالته، فأخبرني كيف كان سبب هذا، وهل أرسل إليك ينهاك عن الكلام أو لا، وهل تكلمت بعد نهيه إياك؟ فقال هشام: إنه لما كان أيام المهدي شدد علي أصحاب الأهواء، وكتب له ابن المفضل صنوف الفرق صنفا صنفا، ثم قرأ الكتاب على الناس، فقال يونس: قد سمعت الكتاب يقرأ على الناس على باب الذهب بالمدينة، ومرة أخرى بمدينة الوضاح، فقال: إن ابن المفضل صنف لهم صنوف الفرق فرقة فرقة، حتى قال في كتابه: وفرقة يقال لهم الزرارية، وفرقة يقال لهم العمارية أصحاب عمار الساباطي، وفرقة يقال لهم اليعفورية، ومنهم فرقة أصحاب سليمان الأقطع، وفرقة يقال له الجواليقية. قال يونس: ولم يذكر يومئذ هشام بن الحكم ولا أصحابه، فزعم هشام ليونس أن أبا الحسن عليه السلام بعث إليه فقال له: كف هذه الأيام