أن قالا للرضا عليه السلام: أردنا بما فعلنا أن نجر بك، فقال لهما الرضا عليه السلام: كذبتما، فإن قلوبكما على ما أخبرتماني به إلا أنكما لم تجداني كما أردتما، فلما دخلا على المأمون قالا: يا أمير المؤمنين، إنا قصدنا الرضا وجربناه، وأردنا أن نقف ما يضمره لك، فقلنا وقال: فقال المأمون: وفقتما، فلما خرجا من عند المأمون قصده الرضا عليه السلام، وأخليا المجلس وأعلمه ما قالا، وأمره أن يحفظ نفسه منهما، فلما سمع ذلك من الرضا عليه السلام، علم أن الرضا هو الصادق. العيون: الجزء 2، الباب المتقدم، الحديث 30.
والمتلخص مما ذكرنا أن هشام بن إبراهيم العباسي كان مؤمنا في أول أمره، وزنديقا في آخره، أعاذنا الله من سوء العاقبة. ثم إنك عرفت أن اسم الرجل هو هشام، ولكن النجاشي ذكر أن اسمه هاشم وقد تقدم، وهذا من غلط النسخة، أو سهو من قلمه الشريف.
13349 - هشام بن إبراهيم المشرقي:
قال الكشي (352): " حمدويه وإبراهيم، قالا: حدثنا أبو جعفر محمد بن عيسى العبيدي، قال: سمعت هشام بن إبراهيم الختلي - وهو المشرقي - يقول:
استأذنت لجماعة علي أبي الحسن عليه السلام في سنة تسع وتسعين ومائة، فحضروا وحضرنا ستة عشر رجلا على باب أبي الحسن الثاني عليه السلام، فخرج مسافر، فقال: ليدخل آل يقطين ويونس بن عبد الرحمن، والباقون، رجلا رجلا، فلما دخلوا وخرجوا، خرج مسافر فدعاني وموسى وجعفر بن عيسى ويونس، فأدخلنا جميعا عليه والعباس قائم ناحية بلا حذاء ولا رداء - وذلك في سنة أبي السرايا -، فسلمنا، ثم أمرنا بالجلوس، فلما جلسنا، قال له جعفر بن عيسى: أشكو إلى الله وإليك ما نحن فيه من أصحابنا، فقال: وما أنتم فيه منهم؟
فقال جعفر: هم والله يزندقونا ويكفرونا ويبرؤون منا، فقال: هكذا كان أصحاب