وعلمانا الكلام، فإن كنا يا سيدي على هدى ففزنا، وإن كنا على ضلال فهذان أضلانا، فمرنا بتركه، ونتوب إلى الله منه يا سيدي، فادعنا إلى دين الله نتبعك.
فقال (عليه السلام): ما أعلمكم إلا على هدى، جزاكم الله عن النصيحة القديمة والحديثة خيرا، فتأولوا القديمة علي بن يقطين، والحديثة خدمتنا له والله أعلم.
فقال جعفر: جعلت فداك، إن صالحا، وأبا الأسد ختن علي بن يقطين، حكيا عنك أنهما حكيا لك شيئا من كلامنا فقلت لهما، مالكما والكلام بينكما ينسلخ إلى الزندقة، فقال: ما قلت لهما ذلك، أأنا قلت ذلك؟ والله ما قلت لهما، وقال يونس: جعلت فداك، إنهم يزعمون أنا زنادقة، وكان جالسا إلى جنب رجل، وهو يتربع رجلا على رجل ساعة بعد ساعة، يمرغ وجهه وخديه على بطن قدمه اليسرى. قال له: أرأيتك أن لو كنت زنديقا فقال لك هو مؤمن، ما كان ينفعك من ذلك؟ ولو كنت مؤمنا، فقال: هو زنديق ما كان يضرك منه؟ وقال المشرقي له: والله ما نقول إلا ما يقول آباؤك (عليهم السلام)، وعندنا كتاب سميناه كتاب الجامع، فيه جميع ما يتكلم الناس عليه عن آبائك (صلوات الله عليهم)، وإنما نتكلم عليه، فقال له جعفر: شبيها بهذا الكلام، فأقبل على جعفر، فقال: فإذا كنتم لا تتكلمون بكلام آبائي (عليهم السلام)، فبكلام أبي بكر وعمر تريدون أن تتكلموا؟ ".
أقول: سند الرواية صحيح، ودلالتها على حسن جعفر ظاهرة.
طبقته في الحديث روى عن أبي الحسن (عليه السلام)، وروى عنه محمد بن عيسى بن عبيد أخوه. الفقيه: الجزء 3، باب ما يقبل من الدعاوي بغير بينة، الحديث 214.
وروى عن الرضا (عليه السلام) وروى عنه أخوه محمد بن عيسى بن عبيد.
الكافي: الجزء 4، كتاب الصيام 2، باب صوم عرفة وعاشوراء 61، الحديث 5، والتهذيب: الجزء 4، باب وجوه الصيام وشرح جميعها، الحديث 911،