عدو لأهل البيت، اختلفوا في سبيل تأييده أحاديث ترادفه في معناه فركبوها على أسانيد رفعوا أحدها إلى علي نفسه، ورفعوا الثاني إلى ابن عمه وخريج حوزته عبد الله بن العباس، والثالث إلى وليه وخصيصه جابر بن عبد الله الأنصاري، والرابع إلى حفيده ووارث علمه الامام أبي جعفر الباقر، وهذه مكيدة اعتادها خصوم علي فاستمرت عليها سيرتهم في مكابرة أهل البيت، ونكابة أوليائهم من حيث لا تشعر عامة الناس، وجاء بعدهم قوم ممن جمعوا الاخبار على علاتها فاغتروا بهم، فأثبتوها فيما جمعوه وهم غافلون.
والآفة فيما أسندوه من هذا الباطل إلى علي أبو زرعة وهب بن راشد، وكان مفرطا في النصب، أخذ عداوة بني هاشم وبغض علي بالخصوص عن شيخه أبي يزيد يونس بن يزيد بن النجاد الابلي مولى معاوية بن أبي سفيان (1) وآفة ما أسندوه إلى ابن عباس أبو القاسم مقسم بن مجزاة كان لا يكتم عداوة أمير المؤمنين، وقد اغتر الحاكم به لظنه أنه من رجال البخاري فأخرج في ص 51 من الجزء 30 من مستدركه ما لفقه هذا النصب (من امرأة أبي بكر) عن ابن عباس مع أن مقسما أحد الضعفاء الذين نص البخاري على ضعفهم في كتابه الذي أفرده لهم، وقد ترجمه الذهبي في الميزان فنقل تضعيفه عن البخاري وعن ابن حزم " وترجمه ابن سعد في ص 346 من الجزء 5 من طبقاته فقال:
وكان كثير الحديث ضعيفا.
(قلت): ولضعفه أعرض عنه الشيخان " فلم يرويا له شيئا نعم روى