أبو هريرة - السيد شرف الدين - الصفحة ١٣٧
نبي فالنبي تحدثه الملائكة وتكلمه على سبيل الحقيقة. والوصي يلهمه الله الحق فيتجلى له كفلق الصبح لا يختلج فيه ريب حتى كأن ملكا حدثه به عن الله عز وجل ولا محدث ولا مكلم في الحقيقة وإنا هو ما يلقيه الله تعالى في روعه من الصواب ولا كلام في أن عم رقد توغل الدرجات الرفيعة في الاسلام. وبلغ الاقدار الخطيرة في هذه الأمة. لكنه لم يكن بنبي ولا بوصي ولا بمعصوم اجماعا وقولا واحدا، فلا تكلمه الملائكة على سبيل الحقيقة، ولا تحدثه على سبيل المجاز، وإنما تحدث من كان في هذه الأمة بمنزلة هارون أو كان في أقل المراتب كيوشع أو شمعون.
على أن بوادر عمر - على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وبعده - لا تجتمع مع كونه محدثا مطلقا.
* (20 - تركة النبي صدقة) * أخرج الشيخان (1) بالاسناد إلى أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال:
لا يقتسم ورثتي دينارا ما تركت بعد نفقة نسائي، ومؤنة عاملي، فهو صدقة!.
هذا مضمون الحديث الذي أنفرد أبو بكر بروايته عن رسول الله صلى الله عليه وآله محتجا على عدم توريث الزهراء، أخرجه الشيخان وغيرهما بالاسناد إلى عائشة إذ قالت (2) ان فاطمة بنت النبي أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وآله فقال أبو بكر: ان رسول الله قال: لا نورث ما تركنا

(١) راجع من صحيح البخاري ص ١٢٥ من جزئه الثاني في باب نفقة نساء النبي بعد وفاته من كتاب الجهاد، وراجع من صحيح مسلم ص ٧٤ من جزئه الثاني في آخر باب قول النبي: لا نورث ما تركناه فهو صدقة.
(٢) كما في ص ٣٧ والتي بعدها من الجزء الثالث من صحيح البخاري أثناء غزوة خيبر وص ٧٢ من الجزء الثاني من صحيح مسلم في باب قول النبي لا نورث ما تركناه فهو صدقة من كتاب الجهاد والسير وص 6 من الجزء الأول من مسند أحمد.
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»