أبو هريرة - السيد شرف الدين - الصفحة ١٣٥
ذات السلاسل في بعث عمرو بن العاص بالاتفاق، ولهما قضية في تلك الغزوة مع أميرها ابن العاص (1).
اما علي فلم يكن طيلة حياة النبي تابعا لغيره صلى الله عليه وآله الا ترى أنه لم يرسله في جيش أسامة، ولا في جيش ابن العاص، ولا في جيش أبي بكر وعمر حين بعثهما إلى خيبر فلما رجعا وبعث عليا كانا كلاهما تحت لوائه حتى فتح الله عليه، ولما بعث خالد بن الوليد إلى اليمن بجيش وبعث عليا إليها بجيش آخر عهد إليهما بأنه إذا التقيتما فعلي على الجيشين وان افترقتما فكل منكما على جيشه الحديث (2) وقد قال ابن عباس: ان لعلي أربع خصال ليست لاحد هو أول عربي وعجمي صلى لله تعالى مع رسوله صلى الله عليه وآله وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف الحديث (3).
وقد مر عليك آنفا قول الحسن البصري ما أقول فيمن جمع الخصال الأربع ائتمانه على براءة وما قال له رسول الله في غزوة تبوك إلى أن قال وانه لم يؤمر عليه أمير قط وقد أمرت الامراء على غيره، وهذا القدر كاف لما أردناه في هذه العجالة، والحمد لله على الهداية والتوفيق.
* (19 - الملائكة تكلم عمر) * أخرج البخاري (4) عن أبي هريرة مرفوعا: لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء فان يكن من أمتي منهم

(1) أخرجها الحاكم وصححها في ص 43 من الجزء الثالث من المستدرك وأوردها الذهبي فصححها أيضا في تلخيصه.
(2) أخرجه الإمام أحمد في ص 356 من الجزء الخامس من مسنده.
(3) أخرجه الحاكم في ص 111 من الجزء الثالث من مستدركه.
(4) في باب (مناقب عمر) في أول ص 194 من الجزء الثاني من صحيحه.
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»