فسخروا دجاجيلهم في تشويهها ومسخها ومعارضتها بما استطاعوا أو ان الدجاجيل تزلفوا إليهم بذلك ولا ذنب لعلي. ولا عذر لهم إلا ما اختصه الله تعالى من فضله إذ بلغ بسوابقه - في ايمانه وجهاده - منزلة عند الله ورسوله تقاصرت لم يطيقوا الخصائص العليا التي كانت لعلي. فلم يصبروا عن تحويرها وتحريفها عنها الاقران ونال (بعلمه وعمله مخلصا لله ولرسوله وللأمة) غاية تطاولت إليها أعناق الأماني وشاؤوا تقطعت دونه المطامع.
فدبت بذلك له عقارب الحسد في قلوب المنافقين (1).
وسادت في منافسيه آكلة الأكباد (2) فكشفوا لمناصبته وجوههم وقعدوا له في كل مرصد مرهفين للمكر به كل حيلة ناصبين للبغي عليه كل أحبولة (والحاسد مغتاظ على من لا ذنب له) (3).
تطوروا في كيده أطوارا مختلفة، نزعوا أيديهم من يده، قطعوا رحمه سلبوه سلطان ابن أمه (4) هجروا السبب الذي أمروا بمودته، نقلوا البناء عن رص أساسه فبنوه في غير موضعه (5) تصغيرا منهم لعظيم منزلته واجماعا على