أحد فعمر اه (1).
وأخرج البخاري (2) عن أبي هريرة مرفوعا أيضا قال: انه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون وانه ان كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب اه.
حديث مفترى صاغه أبو هريرة من زخرف القول - بعد وفاة عمر بأعوام - فجاء مزوقا منمقا على ما تقتضيه سياسة الخاصة يومئذ مما تصفق له العامة طربا، فقد كان للخاصة من ساسة البغي الأموي مآرب ضد الوصي وآل النبي لا تتم على زعمهم إلا برفع أبي بكر وعمر إلى مستوى الأنبياء والمعصومين وكان غوغاء الأمة وسوادها مندفعين إلى ذلك كل الاندفاع بما فتح الله على المسلمين في أيام الخليفتين، فكان أبو هريرة يتزلف بهذا الحديث وأمثاله إلى كل من سائس الأمة ومسوسها، وبهذا نال الحظوة من الخاصة والمنزلة في نفوس العامة، ولو حدث بهذه الأحاديث على عهد عمر لاخذت درة الخليفة من ظهره مأخذها، لكن خلا له الجو على عهد معاوية فجاء بمرماة الاخبار.
وقد علم أولوا الألباب أن من كان من الأمم الماضية مكلما أو محدثا على سبيل الحقيقة أو على سبيل المجاز فإنما هم المعصومون كانوا جميعا بين نبي ووصي