أبو هريرة - السيد شرف الدين - الصفحة ١٣٨
صدقة (1) قالت عائشة: فأبى أبو بكر أن يدفع منه شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وآله ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا (بوصية منها) (2) ولم يؤذن بها أبا بكر الحديث وتراه صريحا بوجدها وغضبها وهجرها حتى توفيت عليها السلام.
نعم غضبت على إثارة (3) واستقلت غضبا (4) فلائت خمارها واشتملت بجلبابها وأقبلت في لمة في حفدتها ونساءها قومها، تطأ ذيولها ما تخزم مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وآله حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم فنيطت دونها ملاءة (5) ثم أتت أءنة أجهش لها القوم بالبكاء وارتج المجلس فأمهلتهم حتى سكن نشيجهم وهدأت فورتهم افتتحت الكلام بحمد الله عز وجل ثم انحدرت في خطبتها:

(1) هذا الحديث ردته الزهراء والأئمة من بنيها وهو مع ذلك لا يصلح لان يكون حجة عليها، إما ان يكون له لفظ صدقة مرفوعا على الاخبار به عن ما الموصولة في قوله: ما تركناه، ولا سبيل إلى اثبات مجيئه مرفوعا. ولعل ما الموصولة في محل نصب على المفعولية بتركنا وصدقة حال من. ما فان الأموال التي تركها كان منها ما هو ملكه ومنها ما هو صدقة يضعها في مواضعها فلعله خشى صلى الله عليه وآله ان يتوهم متوهم بأن الأنبياء يورثون كل ما كان في قبضتهم سواء أكان ملكهم أم كان صدقة فقال:
نحن لا نورث ما تركناه صدقة، ليعلم ان حالهم في هذه المسألة حال الناس.
(2) كما اعترف به شارحوا البخاري فراجع ص 157 من المجلد الثامن من كل من ارشاد الساري وتحفة الباري إذ ينتهيان فيهما إلى هذا الحديث.
(3) انما يقولون: غضب فلان على أثارة - بالفتح - إذا كان غضبه مسبوقا بغضب كغضب الزهراء لإرثها مسبوقا بغضبها لكشف بيتها.
(4) انما يقولون: استقل غضبا، إذا أشخصه فرط الغضب كما اشخص الزهراء من بيتها حتى دخلت على الخليفة محتجة.
(5) الملاءة: الأزرار والربطة ذات لفقين.
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»