أبو هريرة - السيد شرف الدين - الصفحة ١٢٤
وكان الصحابة إذا أشادوا بذكر علي في المدينة الطيبة على عهد الخليفتين يحدثون بهذه الخصيصة من مناقبه فلا يناقشهم فيها أحد.
هذا سعد يقول (1): بعث رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر ببراءة حتى إذا كان بعض الطريق ارسل عليا فأخذها منه ثم سار بها فوجد أبو بكر في نفسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لا يؤدي عني إلا انا أو رجل مني اه‍.
وهذا أنس يقول (2): بعث النبي صلى الله عليه وآله براءة مع أبي بكر ثم دعاه فقال لا ينبغي ان يبلغ هذا إلا رجل من أهلي فدعا عليا فأعطاه إياها.
وهذا عبد الله بن عمر يسأله جميع بن عمير الليثي عن علي فينتهره ابن عمر ثم يقول له (3): الا أحدثك عن علي هذا بيت رسول الله في المسجد وهذا بيت علي ان رسول الله بعث أبا بكر وعمر (4) ببراءة إلى أهل مكة فانطلقا فإذا هما براكب فقالا من هذا؟ قال: أنا علي يا أبا بكر هات الكتاب الذي معك قال مالي؟ قال والله ما علمت إلا خيرا مأخذ علي الكتاب فذهب به ورجع أبو بكر وعمر إلى المدينة فقالا: مالنا يا رسول الله؟ قال: ما لكما إلا خير ولكن قيل لي انه لا يبلغ عنك إلا أنت أو رجل منك.
والسنن المأثورة في هذا متضافرة وكلها صريح برجوع أبي بكر إلى

(1) فيما أخرجه النسائي في ص 20 من الخصائص العلوية عند ذكر توجيه براءة مع علي. ورواه الإمام أحمد في مسنده.
(2) فيما أخرجه النسائي ص 20 من الخصائص العلوية والإمام أحمد من حديث أنس ص 216 من الجزء الثالث من مسنده.
(3) فيما أخرجه الحاكم في ص 51 من الجزء 3 من المستدرك.
(4) انما كان عمر يومئذ تابعا لأبي بكر وكان ممن خرج معه من الصحابة وكانوا ثلاثمائة فيهم عبد الرحمن بن عوف، وكان عمر أخصهم بأبي بكر ولذا رجع معه إلى المدينة دونهم، وقد انضروا - بعد رجوع أبي بكر - إلى لواء علي وسار بهم إلى مكة مهيمنا عليهم وشهد الجميع رجوع أبي بكر إلى المدينة وفي نفسه من ذلك شئ
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»