أبو هريرة - السيد شرف الدين - الصفحة ١٢١
حدث في شئ؟ قال ما حدث فيك الأخير ولكني أمرت أن لا يبلغها الا انا أو رجل مني، هذا حديث أبي بكر بلفظه " 1 " فهل ترى بكاءه واشفاقه يجتمعان مع تأميره؟ كلا! وانما يكونان بتنحيته.
ومثله حديث علي إذ قال (2): لما نزلت عشر آيات من سورة براءة دعا النبي صلى الله عليه وآله أبا بكر فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة، ثم دعاني فقال لي: أدرك أبا بكر فحيثما لحقته خذ الكتاب منه فاذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم فلحقته فأخذت الكتاب منه فرجع إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال يا رسول الله نزل في شئ؟ قال: لا ولكن جبرائيل جاءني فقال لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك اه‍.
وحدث عليه السلام في مقام آخر فقال (3): ان رسول الله صلى الله عليه وآله بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر ثم اتبعه بي فقال لي: خذ الكتاب منه فامض به إلى أهل مكة قال: فلحقت أبا بكر فأخذت الكتاب منه فانصرف إلى المدينة وهو كئيب فقال: يا رسول الله أنزل في شئ؟ قال: لا إلا اني أمرت ان أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي.
ونحوه حديث ابن عباس وقد احتج يوما على خصوم أمير المؤمنين عليه السلام فأفاض في خصائصه وموجبات تفضيله على الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وآله فقال: من حديث طويل (4): ثم بعث رسول الله أبا بكر بسورة التوبة فبعث عليا خلفه

(1) أخرجه الإمام أحمد في الصفحة الثانية من الجزء الأول من مسنده من طريق وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق.
(2) فيما أخرجه الإمام أحمد في ص 151 من الجزء الأول من مسنده.
(3) فيما أخرجه النسائي في ص 20 من خصائصه العلوية، والإمام أحمد من حديث على من مسنده، ورواه غير واحد من اثبات الخاصة والعامة.
(4) أخرجه الحاكم في ص 32 من الجزء الثالث من المستدرك في فضائل علي وصحيحه. واعترف الذهبي بصحته إذ أورده في تلخيص المستدرك، وأخرجه النسائي في ص 6 من الخصائص العلوية. والإمام أحمد أخرجه من حديث ابن عباس في ص 331 من الجزء الأول من مسنده.
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»