أبو هريرة - السيد شرف الدين - الصفحة ١١٣
فقال لها (1) تنام عيني ولا ينام قلبي. أراد صلى الله عليه وآله أنه في مأمن من فوات الوتر بسبب ولوعه فيها، ويقضة قلبه تجاهها فهو هاجع في عينه، يقظان في قلبه، منتبه إلى وتره، وإذا كانت هذه حاله في نومه قبل صلاة الوتر فما ظنك به إذا نام قبل صلاة الصبح.
(ثانيها) ان أبا هريرة صرح كما في صحيح مسلم (2) بأن هذه الواقعة قد أنفقت لرسول الله صلى الله عليه وآله وهو قافل من غزوة خيبر فكيف يدعي أبو هريرة حضوره فيها؟ وأين كان أبو هريرة عن غزوة خيبر؟ وانما أسلم بعد خروج النبي صلى الله عليه وآله إليها باتفاق أهل العلم، واجماع أهل الأخبار (3).
(ثالثها) ان أبا هريرة يقول في هذا الحديث: ليأخذ كل رجل منكم برأس راحلته فان هذا منزل حضره الشيطان قال: ففعلنا.
وقد علمت ما أسلفناه ان الشيطان لا يدنوا من النبي ابدا. وعلم الناس كافة

(1) كما في باب كان النبي صلى الله عليه وآله تنام عينه ولا ينام قلبه ص 179 من الجزء الثاني من صحيح البخاري، وأخرجه أحمد في ص 251 من حديث أبي هريرة في الجزء 2 من مسنده.
(2) راجع ص 254 من جزئه الأول في باب قضاء الصلاة.
(3) نعم كان أبو هريرة في أواخر حياته يقول: قدمت المدينة في نفر من قومي لنسلم وقد خرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى خيبر واستخلف على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري فصلينا خلفه صلاة الصبح فلما فرغنا من صلاتنا زودنا سباع شيئا حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وآله وقد افتتح خيبر فكلم المسلمين فأشركونا في سهامهم وهذا الحديث مما انفرد به أبو هريرة فلم يثبت عن غيره، ولكن الجمهور أخذوا به اعتمادا على أبي هريرة كما هي طريقتهم فأرسلوا حضوره خيبر ارسال المسلمات ولا دليل في الحقيقة لهم على ذلك والحق ما هو المأثور عن أئمة أهل البيت عليهم السلام من أن قدومه إلى المدينة واسلامه انما كانا وقت رجوع النبي صلى الله عليه وآله من خيبر.
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»