فقال لها (1) تنام عيني ولا ينام قلبي. أراد صلى الله عليه وآله أنه في مأمن من فوات الوتر بسبب ولوعه فيها، ويقضة قلبه تجاهها فهو هاجع في عينه، يقظان في قلبه، منتبه إلى وتره، وإذا كانت هذه حاله في نومه قبل صلاة الوتر فما ظنك به إذا نام قبل صلاة الصبح.
(ثانيها) ان أبا هريرة صرح كما في صحيح مسلم (2) بأن هذه الواقعة قد أنفقت لرسول الله صلى الله عليه وآله وهو قافل من غزوة خيبر فكيف يدعي أبو هريرة حضوره فيها؟ وأين كان أبو هريرة عن غزوة خيبر؟ وانما أسلم بعد خروج النبي صلى الله عليه وآله إليها باتفاق أهل العلم، واجماع أهل الأخبار (3).
(ثالثها) ان أبا هريرة يقول في هذا الحديث: ليأخذ كل رجل منكم برأس راحلته فان هذا منزل حضره الشيطان قال: ففعلنا.
وقد علمت ما أسلفناه ان الشيطان لا يدنوا من النبي ابدا. وعلم الناس كافة