واني بعون الله تعالى ممحص لك الحقيقة في هذه العجالة مجلوة في مباحث:
(المبحث الأول): في بيان الواقع من هذه المهمة على سبيل الاختصار.
ومجمل القول هنا انه لما نزلت (براءة) على رسول الله صلى الله عليه وآله بعث بها أبا بكر ليتلوها يوم الحج الأكبر على رؤوس الاشهاد إذانا ببراءة الله ورسوله من المشركين، ونبذا لعهودهم، ومنعا لهم عن مكة، واعلانا لتحريم الجنة عليهم، وان لا يطوف بالبيت عريان.
فلما سار غير بعيد أوحى الله إلى نبيه أن لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك فاستدعى عليا وأمره بلحاق أبي بكر وأخذ براءة منه والمضي بها إلى مكة لأداء المهمة عن الله ورسوله وعهد إليه بالولاية العامة على الموسم (1) وأمره بأن يخبر أبا بكر بين أن يسير مع ركابه أو يرجع إلى المدينة، فركب على ناقة رسول الله صلى الله عليه وآله العضباء ولحق أبا بكر فقال له فيم جئت يا أبا الحسن؟ قال أمرني رسول الله أن آخذ منك الآيات فانبذ بها عهد المشركين (2) ولك الخيار