فظن الرجل انهم كانوا كسائر المقربين بالأصفاد من البشر ولم يدر أنهم كانوا مقرنين في عالمهم الشيطان بأصفاد تتفق مع طبائعهم الشيطانية تمنعهم عما يحاولونه من العبث والفساد من حيث لا يراهم من الآدميين أحد أبدا.
ذكر أبو هريرة في هذا الحديث: ان النبي صلى الله عليه وآله إنما أطلق سراح الشيطان كراهة أن يكون له ملك سليمان، ولولا ذلك لأوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فينظروا إليه.
وقد أشتبه أبو هريرة قان الله عز سلطانه وهب لسليمان ملكا سخر له به الريح غدوها شهر ورواحها شهر، وأسال له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه باذن ربه ومن يزغ منهم عن أمره يذقه من عذاب السعير يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات فوهب له بهذا ملكا لم يهبه لرسول الله في ظاهر الحال فلو أوثق صلى الله عليه وآله شيطان أبي هريرة لا يكون بمجرد ذلك مساويا في الملك لسليمان إذ تبقى الميزة لملك سليمان بتسخير الريح وإسالة عين القطر وعمل الجن والشياطين من كل بناء وغواص، فالتعليل الذي ذكره أبو هريرة عليل وحديثه من الأباطيل وحاشا رسول الله ان يحير الحواس، ويدهش مشاعر الناس وهو صلى الله عليه وآله الذي نص على اختصاص العقل بالخطاب وحاكم إليه الخطأ والصواب فجعل صحة الدليل آية الحق وأمرنا أن لا نسير إلا على ضوئه (أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم؟).
* (16 - نوم النبي عن صلاة الصبح!) * أخرج الشيخان بالاسناد إلى أبي هريرة واللفظ لمسلم (1) قال: عرسنا مع نبي الله فلم نستيقظ حتى طلعت الشمس، فقال النبي صلى الله عليه وآله ليأخذ كل رجل