وعن عائشة من حديث (1) قالت فيه: ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله لعن أبا مروان ومروان في صلبه - قالت -: فمروان قصص من لعنة الله.
وعن الشعبي عن عبد الله بن الزبير قال (2): أن رسول الله صلى الله عليه وآله لعن الحكم وولده.
والصحاح في هذا ونحوه متواترة، وحسبك منها ما أخرجه الحاكم في كتاب الفتن والملاحم من صحيحه المستدرك، إذ أخرج منها ما فيه بلاغ لأولي الألباب، وختم الباب بقوله (3): ليعلم طالب العلم أن هذا باب لم أذكر فيه ثلث ما روى وان أول الفتن في هذه الأمة فتنتهم - قال -: ولم يسعى فيما بيني وبين الله ان أخلي الكتاب من ذكرهم اه.
(قلت): وهذا القدر كاف لاثبات ما قلناه من أنهم انما اختلقوا هذا الحديث وأمثاله تداركا لتلك اللعنات، ومما يوجب الأسف أن العامة آثرت أولئك اللعناء المنافقين على نبيها صلى الله عليه وآله من حيث لا تشعر إذ صححوا هذه الخرافة صوتا للملعونين، ولم يأبهوا بما يلزم ذلك من اللوازم التي لا تليق برسول الله صلى الله عليه وآله.
وما كان للأمة أن تحتفظ بكرامة من لعنهم نبيها لنفاقهم، ونفاهم افسادهم فتضيع على أنفسها المصلحة التي توخاها صلى الله عليه وآله لها في لعنهم واقصائهم،