إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون) وندد برجل نام عن صلاة الليل حتى أصبح فقال صلى الله عليه وآله (1): بال الشيطان في أذنه.
يا لها كناية عن سوء حال من يستمر في عادته على النوم عن صلاة الليل وما أبلغها من رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين.
كلمة تقض مضاجع المؤمنين وتقلقهم فلا ينامون بعدها عن نافلة الليل لو أنصفوا أنفسهم وقد علم البر والفاجر وشهد المسلم والكافر بأن محمدا صلى الله عليه وآله كان أول المبادرين إلى العمل بتعاليمه وأعظم المتعبدين بها المستقيمين المستمرين عليها وأنه كان يهذب أمته بافعاله، ويحملهم بها على البخوع لتعاليمه أكثر مما يهذبهم بأقواله وما كان وهو سيد الحكماء ليندد بمن نام عن صلاة الليل هذا التنديد ثم ينام هو بمنظر من أصحابه عن صلاة الصبح، سبحانك هذا بهتان عظيم وقد روى أبو هريرة نفسه (2) ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد فان استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فان توضأ انحلت عقدة فان صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلانا.
وهذا الحديث فيه من الكناية البليغة ما في الحديث السابق وهما يمثلان نصح النبي صلى الله عليه وآله لامته في تحذيرها من الشيطان وتنشيطها إلى عبادة الرحمن ولئن صدق فيه أبو هريرة في هذا الحديث فقد كذب في نوم النبي عن صلاة الصبح