وروى أبو هريرة أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال (1): ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيها لأثرها ولو حبوا لقد هممت أن آمر المؤذن فيقيم ثم آمر رجلا يؤم الناس ثم آخذ شعلا من نار فأحرق على من لا يخرج إلى الصلاة بعد اه.
أتراه صلى الله عليه وآله يحض الناس على الصلاة هذا الحض، ويهتم بصلاة الفجر هذا الاهتمام، ويهدد بالتحريق على من لا يخرج إليها ثم ينام عنها، حاشا لله ومعاذ الله أن يكون كذلك.
ورحم الله عبد الله بن رواحة الصحابي الشهيد إذ يقول (2): وفينا رسول الله يتلو كتابه * إذا انشق معروف من الفجر ساطع أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا * به موقنات ان ما قال واقع يبيت يجافي جنبه عن فراشه * إذا استثقلت بالعابدين المضاجع نرجع إلى الحديث وما بقى من قرائن بطلانه وهي أمور:
(أحدها): أنهم ذكروا في خصائص النبي صلى الله عليه وآله انه كان لا ينام قلبه إذا نامت عيناه، وصحاحهم صريحة بذلك (3).
وهذا من أعلام النبوة، وآيات الاسلام، فلا يمكن والحال هذه ان تفوته صلاة الصبح بنومه عنها، إذ لو نامت عيناه فقلبه في مأمن من الغفلة. ولا سيما عن ربه، لا تأخذه عن واجباته سنة ولا نوم، وقد صلى مرة صلاة الليل فنام قبل ان يوتر فقالت له إحدى زوجاته يا رسول الله تنام قبل ان توتر؟