____________________
قوله: روى عنك في الاستطاعة شيئا.
القول المنسوب إلى زرارة وأصحابه، وقد قال مولانا الصادق عليه السلام أنه برئ منه، وأن ذلك ليس من دينه ودين آبائه صلوات الله عليهم، هو تفويض الفعل و اسناده إلى قدرة العبد وارادته على الاستقلال بالذات من غير استناد إلى الله وارادته تعالى سلطانه أصلا الا بالعرض، وفريق جم من العامة يسمون أصحاب هذا القول بالقدرية.
ولعل من في إقليم العقل والبرهان يعلم أنه من الممتنع أن يتصحح للممكن الذاتي (1) تحقق بالفعل من دون الاستناد إلى الواجب الحق بالذات.
وفي ازاء هذا القول قول الجبرية بالتحريك وأولئك هم القدرية على التحقيق واياهم عني النبي صلى الله عليه وآله " القدرية مجوس هذا الأمة " كما قد أسلفنا بيانه، وهو اسناد أفعال العباد إلى الله سبحانه ابتداء ونفي مدخلية قدرة العبد وارادته في فعله مطلقا، وكان ذا العقل الصريح والذهن الصراح ليس يحتاج في ابطال ذلك إلى مؤنة تجشم.
والطريق الوسط الذي هو القول الفصل والدين الحق والكلمة السواء أنه لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين الامرين، فان المبادي المترتبة المنبعث عنها فعل العبد مبتدأة في جهة التصاعد من القدرة الحقة الوجوبية والإرادة الحقيقية الربوبية، ومنتهية في جهة التنازل إلى قدرة العبد وارادته المنبعث عنهما فعله، والجميع في نظام الوجود مستند إلى الذات الأحدية الحقة التي هي في حد نفسها عين العلم المحيط
القول المنسوب إلى زرارة وأصحابه، وقد قال مولانا الصادق عليه السلام أنه برئ منه، وأن ذلك ليس من دينه ودين آبائه صلوات الله عليهم، هو تفويض الفعل و اسناده إلى قدرة العبد وارادته على الاستقلال بالذات من غير استناد إلى الله وارادته تعالى سلطانه أصلا الا بالعرض، وفريق جم من العامة يسمون أصحاب هذا القول بالقدرية.
ولعل من في إقليم العقل والبرهان يعلم أنه من الممتنع أن يتصحح للممكن الذاتي (1) تحقق بالفعل من دون الاستناد إلى الواجب الحق بالذات.
وفي ازاء هذا القول قول الجبرية بالتحريك وأولئك هم القدرية على التحقيق واياهم عني النبي صلى الله عليه وآله " القدرية مجوس هذا الأمة " كما قد أسلفنا بيانه، وهو اسناد أفعال العباد إلى الله سبحانه ابتداء ونفي مدخلية قدرة العبد وارادته في فعله مطلقا، وكان ذا العقل الصريح والذهن الصراح ليس يحتاج في ابطال ذلك إلى مؤنة تجشم.
والطريق الوسط الذي هو القول الفصل والدين الحق والكلمة السواء أنه لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين الامرين، فان المبادي المترتبة المنبعث عنها فعل العبد مبتدأة في جهة التصاعد من القدرة الحقة الوجوبية والإرادة الحقيقية الربوبية، ومنتهية في جهة التنازل إلى قدرة العبد وارادته المنبعث عنهما فعله، والجميع في نظام الوجود مستند إلى الذات الأحدية الحقة التي هي في حد نفسها عين العلم المحيط