فقال لي: أما قلة المقدرة: فكذلك جعل الله أوليائنا وأهل مودتنا وجعل البلاء إليهم سريعا، وأما ذكرت من الغربة: فلك بأبي عبد الله أسوة بأرض ناء عنا بالفرات.
وأما ما ذكرت من بعد الشقة: فان المؤمن في هذه الدار غريب، وفي هذا الخلق المنكوس حتى يخرج من هذه الدار إلى رحمة الله.
وأما ما ذكرت من حبك قربنا والنظر إلينا وأنك لا تقدر على ذلك: فالله يعلم ما في قلبك وجزاؤك عليه.
____________________
وكذلك قال في القاموس: التعالي الارتفاع إذا امرت منه قلت تعال بفتح اللام ولها تعالى (1) قوله (عليه السلام): فان المؤمن في هذه الدار غريب يعنى عليه السلام بالمؤمنين العارف المستيقن، فإنه يعلم أن جوهر ذاته العاقلة من عالم الامر والفيض، ومستوطن نفسه المجردة في إقليم الحياة والبهجة، فهو لا محالة انما يرى طائر روحه القدسي غريبا في أقفاص هذه الدار البائدة البائرة المضلمة الموحشة، التي هي ناحية الاقذار والأخباث وحاشية الأرماس والاجداث، ودارة غسق الطبيعة وكورة ظلمة الهيولي.
وقوله عليه السلام " المنكوس " اما بالجر على صفة هذا الخلق، والواو العاطفة للعطف على في هذا الدار.
أي في هذا الخلق المنكوس غريب؟ سمي هذا الخلق منكوسا لانصرافهم عن
وقوله عليه السلام " المنكوس " اما بالجر على صفة هذا الخلق، والواو العاطفة للعطف على في هذا الدار.
أي في هذا الخلق المنكوس غريب؟ سمي هذا الخلق منكوسا لانصرافهم عن