قال: ولكني أجيبك فيها بنور وعلم غير المدعى والمنتحل، أما الأوليان فنزلتا في أبيه، وأما الأخيرة فنزلت في أبي وفينا، وذكر الرباط الذي أمرنا به بعد وسيكون ذلك من نسلنا المرابط ومن نسله المرابط.
فأما ما سألت عنه: فما العرش: فان الله عز وجل جعله أرباعا لم يخلق قبله شيئا الا ثلاثة أشياء الهواء والقلم والنور، ثم خلقه من ألوان مختلفة من ذلك، النور الأخضر الذي منه اخضرت الخضرة، ومن نور أصفر خلقت منه الصفرة، ونور أحمر احمرت منه الحمرة، ونور أبيض وهو نور الأنوار ومنه ضوء النهار.
ثم جعله سبعين ألف طبق غلظ كل طبق كأول العرش إلى أسفل السافلين، وليس من ذلك طبق الا يسبح بحمده ويقدسه بأصوات مختلفة وألسنة غير مشتبهة ولو سمع واحدا منها شئ بما تحته لانهدم الجبال والمدائن والحصون ولخسف البحار وأهلك وما دونه.
له ثمانية أركان يحمل كل ركن منها من الملائكة مالا يحصى عدتهم الا الله يسبحون الليل والنهار ولا يفترون، ولو حس حس شئ مما فوقه أقام لذلك طرفة عين، بينه وبين الاحساس الجبروت والكبرياء والعظمة والقدس والرحمة ثم العلم، وليس وراء هذا مقال لقد طمع الخائن في غير مطمع.
أما أن في صلبه وديعة قد ذرئت لنار جهنم سيخرجون أقوام من دين الله أفواجا كما دخلوا فيه، وستصبغ الأرض بدماء الفراخ من فراخ آل محمد، تنهض تلك الفراخ في غير وقت وتطلب غير ما تدرك، ويرابط الذين آمنوا ويصبرون لما يرون حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين.
104 - حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة، قال حدثنا الفضل بن شاذان، عن محمد بن أبي عمير، عن أحمد بن محمد بن زياد قال: جاء رجل إلى علي بن الحسين عليهما السلام وذكر نحوه.
105 - محمد بن مسعود، قال حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب: قال حدثني