(قوله كمعرفة الواجب تعالى وصفاته... إلخ) قد عرفت ان الواجب هو معرفة صفاته جل وعلا على نحو الإجمال دون التفصيل فإذا علم إجمالا بوجود الواجب المستجمع لتمام الكمالات المنزه عن جميع النقائص أجزأ وكفى من دون لزوم علم تفصيلي بصفاته الثبوتية والسلبية واحدا بعد واحد لعدم الدليل عليه لا عقلا ولا شرعا.
(قوله أداء لشكر بعض نعمائه... إلخ) إن تعليل وجوب معرفته تعالى بكونها أداء لشكر بعض نعمائه مما لا يخلو عن مناقشة فإن العبد قبل أن يعرف ربه لا يعلم بوجود منعم له كي يلزمه العقل بمعرفته أداء لشكر بعض نعمائه وبعد معرفته له لا يعقل الإلزام بمعرفته سواء كان ذلك أداء لشكر بعض نعمائه أو لأمر آخر (والصحيح) أن يقال إن العبد بمجرد أن التفت واحتمل ان له صانعا قد صنعه يلزمه العقل بوجوب معرفته لما في تركه من احتمال الضرر كما أشير في صدر البحث فتذكر.
(قوله ومعرفة أنبيائه فإنهم وسائط نعمه وآلائه... إلخ) إن تعليل وجوب معرفة الأنبياء وهكذا معرفة الإمام عليه السلام كما سيأتي بكونهم وسائط نعمه وآلائه مما لا يخلو أيضا عن مناقشة (فإن) الموحد قبل أن يعرف النبي صلى الله عليه وآله أو الإمام عليه السلام هو ممن لا يعلم بوجود نبي أو إمام كي يلزمه العقل بمعرفته لأجل ذلك وبعد ما عرفه لا يعقل الإلزام بمعرفته سواء كان ذلك لأجل كونهم وسائط نعمه وآلائه أو لغير ذلك (والصحيح) ان يقال في وجوب معرفة النبي صلى الله عليه وآله أو الإمام عليه السلام بمثل ما قلناه في وجوب معرفة الله تعالى من ان الموحد بمجرد ان التفت واحتمل وجود نبي صلى الله عليه وآله أو امام عليه السلام منصوب من قبل الله جل وعلا يلزمه العقل بوجوب معرفته والفحص عنه والتدبر في أمره والنظر في شأنه لما في تركها من احتمال الضرر جدا كما سيأتي اعتراف المصنف به حيث يقول ولاحتمال الضرر في تركه... إلخ.