عناية الأصول في شرح كفاية الأصول - السيد مرتضى الحسيني اليزدي الفيروز آبادي - ج ٢ - الصفحة ٣٠٥
في عدم تحقق المخاطبة لو لا التنزيل كما تقدم إليه الإشارة واستواء الكل بالنسبة إليه تعالى غيبة وحضورا لا يجدى في المقام أما أولا فلأن ذلك مبنى على أن يكون المخاطب بالكسر هو الله تعالى ولا دليل عليه (إلى أن قال) وأما ثانيا فبأن استواءه غيبة وحضورا لا يجدى مع اختلاف حال المخاطبين بالعلم والسماع فان النقص فيهم تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا مضافا إلى أن الاستواء انما هو موجود في الموجود والمعدوم أيضا ولم يظهر التزامه من المورد فبدون التنزيل لا يعقل الخطاب في المقامين ومعه لا إشكال فيهما (انتهى) (فيقول المصنف) ردا على القول المذكور ان خطابه تعالى اللفظي حيث أنه تدريجي متصرم الوجود وليس أمرا قابلا للبقاء لم يقبل الشمول للغائبين فإنهم حين الخطاب لا حضور لهم كي يشملهم الخطاب وبعد حضورهم لا خطاب له تعالى كي يشملهم (قوله هذا لو قلنا بان الخطاب بمثل يا أيها الناس اتقوا في الكتاب حقيقة إلى غير النبي صلى الله عليه وآله... إلخ) أي أن تمام ما تقدم إلى هنا انما هو لو قلنا ان الخطاب من الله تعالى حقيقة في مثل يا أيها الناس اتقوا أو يا أيها الذين آمنوا أو نحوهما إلى غير النبي صلى الله عليه وآله وسلم (وأما لو قلنا) ان المخاطب الحقيقي له تعالى هو خصوص النبي صلى الله عليه وآله دون غيره فأدوات النداء في مثلهما مستعملة قهرا في غير الخطاب مع المخاطب الحقيقي بل في الخطاب الإيقاعي الإنشائي ولو مجازا فإذا كانت مستعملة في الخطاب الإيقاعي الإنشائي مجازا وكان المخاطب غير المخاطب الحقيقي فلا فرق حينئذ بين أن يكون المخاطب خصوص الحاضرين فقط أو ما يعم الغائبين والمعدومين جميعا
(٣٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 ... » »»