عناية الأصول في شرح كفاية الأصول - السيد مرتضى الحسيني اليزدي الفيروز آبادي - ج ٢ - الصفحة ٣٠٠
(قوله وكذلك لا ريب في عدم صحة خطاب المعدوم بل الغائب حقيقة... إلخ) إشارة إلى حكم النزاع على الوجه الثاني (وحاصله) أنه لا ريب في عدم صحة خطاب المعدوم بل الغائب عن مجلس الخطاب بل الحاضر الغير الملتفت فضلا عن الغائب والمعدوم على وجه الحقيقة فان الخطاب الحقيقي كما في التقريرات عبارة عن توجيه الكلام نحو الغير للإفهام ومن المعلوم أن ذلك مما لا يتحقق إلا إذا كان توجيه الكلام إلى الحاضر الملتفت.
(نعم) قد يتفق الخطاب مع المعدوم أو مع من وجد ومضى كميت ملقى أو شهيد مسجى بداعي عقلائي صحيح بل قد وقع ذلك من أعقل العقلاء كسيد شباب أهل الجنة في يوم عاشوراء مع المستشهدين بين يديه حين ناداهم وقال لهم يا فلان ويا فلان إلى قوله ما لي أناديكم فلا تسمعون وأدعوكم فلا تجيبون ولكن ذلك بتنزيل المعدوم أو الغائب أو الحاضر الغير الملتفت منزلة الحاضر الملتفت فيكون التخاطب معه على وجه العناية والتنزيل لا على وجه الحقيقة والواقع.
(وبالجملة) ان الخطاب الحقيقي لا يكون إلا مع الحاضر الملتفت وأما مع غيره فقد يتفق أحيانا تنزيلا وعناية لا على وجه الحقيقة والواقع وهذا واضح لا ريب فيه ولا شك يعتريه.
(قوله ومنه قد انقدح إن ما وضع للخطاب مثل أدوات النداء... إلخ) إشارة إلى حكم النزاع على الوجه الثالث وهو النزاع في عموم الألفاظ الواقعة عقيب أداة الخطاب للغائبين بل المعدومين وعدمه وقد أشرنا أنه مسبب عن أن أدوات الخطاب هل هي موضوعة للخطاب مع المخاطب الحقيقي أي للمخاطبة مع الحاضر الملتفت كي يقضى باختصاص الألفاظ الواقعة عقيبها بالحاضرين في مجلس الخطاب فقط أم موضوعة لمطلق الخطاب الإيقاعي و
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»