عناية الأصول في شرح كفاية الأصول - السيد مرتضى الحسيني اليزدي الفيروز آبادي - ج ٢ - الصفحة ٢٩٨
إطلاق لفظ الناس أو الذين آمنوا عليه (انتهى).
(الثالث) أن الألفاظ الواقعة عقيب أداة الخطاب كلفظة الناس في قوله تعالى يا أيها الناس أو لفظة الذين آمنوا في قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا هل تعم الغائبين أو المعدومين أم لا (ظاهر التقريرات) أن النزاع في المقام هو بهذا الوجه نظرا إلى أن النزاع في عموم صيغة الخطاب يعنى بها الأدوات للمعدومين بل الغائبين وعدمه كما هو ظاهر غير واحد من العناوين مما لا يلائم مباحث العام.
(أقول) والنزاع بهذا الوجه الأخير كما ستعرف هو مسبب عن النزاع في ان أدوات الخطاب هل هي موضوعة للخطاب مع المخاطب الحقيقي أي للخطاب مع الحاضر الملتفت كي يقضى باختصاص الألفاظ الواقعة عقيبها بالحاضرين فقط أم لا بل هي موضوعة لمطلق الخطاب الإيقاعي فلا يقضى باختصاصها بهم بل يعم المعدومين فضلا عن الغائبين كما لا يخفى.
(قوله ولا يخفى أن النزاع على الوجهين الأولين يكون عقليا وعلى الوجه الأخير لغويا... إلخ) إشارة إلى ما تعرضه صاحب التقريرات (قال) الثالث هل النزاع المذكور عقلي أو لغوي يشهد للثاني ظاهر عنوان الحاجبي وصاحب المعالم وجماعة آخرين حيث أنهم جعلوا النزاع في عموم الصيغة وعدمه والظاهر أن هذا من الأبحاث اللغوية وإن كان البحث في العموم والخصوص ما يرجع إلى أمر عقلي من إمكان مخاطبة المعدوم وامتناعه إذ المدار في كون المسألة لغوية أو عقلية إنما هو على ما هو المسؤول عنه في عنوانها دون ما ينتهى إليه مداركها كما يشهد له عد المسألة في عداد مسائل العام والخاص فان إمكان مخاطبة المعدوم وامتناعه مما لا ربط له بها جزما (إلى أن قال) وبالجملة فظاهر جملة من الأمارات يشهد للثاني وظاهر جملة أخرى يشهد للأول
(٢٩٨)
مفاتيح البحث: الشهادة (4)، الجماعة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»