أمرا متحققا في الخارج يكون مدلولا للكلام اللفظي وهكذا الأمر في النسب الإنشائية فهم يرونها صفات نفسانية قائمة بالنفس غير الإرادة والتمني والترجي والاستفهام تكون هي كلاما نفسيا والمصنف والأصحاب يرونها أمورا اعتبارية تنشأ بالصيغة وتكون مدلولات للكلام اللفظي.
(قوله من ذهن أو خارج كالإنسان نوع أو كاتب... إلخ) إشارة إلى أن النسب الخبرية التي تحكى عنها الجمل الخبرية قد يكون موطنها الخارج كما في الإنسان كاتب أو زيد ضاحك أو عمرو عالم إلى غير ذلك من القضايا التي كانت مباديها مما يتحقق في الخارج وقد يكون موطنها الذهن كالإنسان نوع إذ الإنسان لا يعقل أن يكون في الخارج نوعا أي كليا مقولا على الأفراد المتفقة الحقيقة بل في الخارج شخص غير قابل للصدق على كثيرين فالنوعية ثابتة للإنسان في الذهن لا في الخارج.
(قوله وربما يكون هذا منشأ لانتزاع اعتبار مترتب عليه شرعا وعرفا آثار... إلخ) كما في قولك زوجت هندا من فلان أو هي طالق حيث يكون منشأ لانتزاع الزوجية أو البينونة المترتبة عليها شرعا وعرفا آثار.
(قوله نعم لا مضايقة في دلالة مثل صيغة الطلب والاستفهام والترجي والتمني بالدلالة الالتزامية على ثبوت هذه الصفات حقيقة... إلخ) استدراك عما منعه أو لا من كون تلك الصفات المشهورة مدلولات للكلام اللفظي كما توهمه القوشجي (وحاصله) أن تلك الصفات وان لم تكن مدلولات له بالمطابقة ولكن لا مضايقة عن كونها مدلولات له بالالتزام فالجمل الإنشائية تدل بالمطابقة على إنشاء تلك المعاني وإيجادها بالصيغة وتدل بالالتزام على ثبوت تلك الصفات في النفس اما لأجل وضع تلك الجمل الإنشائية فيما إذا كانت تلك الصفات ثابتة في النفس أو لأجل انصراف إطلاقها إلى ذلك (لا يقال) ان