والسامع كليهما كما في جئني برجل، فلو قال جاءني رجل عالم أو جئني برجل شاعر كان اللفظان مقيدين.
تنبيهات:
الأول: ان الاطلاق والتقييد امران إضافيان بمعنى انه لا بد من مقايسة مجرى الاطلاق والتقييد بالأمور الخارجية فكل امر لم يكن له دخل في مورد الاطلاق فالمورد بالقياس عليه مطلق وكل امر له دخل فيه فالمورد بالنسبة إليه مقيد فإذا قال أعتق رقبة مؤمنة كانت الرقبة بالنسبة إلى الايمان مقيدة وبالنسبة إلى العدالة مثلا مطلقة.
الثاني: ان كلا من الاطلاق والتقييد يلاحظ تارة في اللفظ الدال على نفس الحكم الشرعي، وأخرى فيما دل على موضوعه; وثالثة في ما دل على متعلقه، فإذا قال المولى يجب اكرام العالم يقال ان الوجوب والبعث غير مقيد لان كلمة يجب مطلقة، وان فعل الاكرام أيضا غير مقيد لاطلاق كلمة الاكرام; وكذا لفظ العالم أيضا مطلق غير مقيد; فالألفاظ مطلقات والمعاني أيضا مطلقات، ولو قال يجب في يوم الخميس اكرام العالم أو يجب اكرامه بالضيافة أو يجب اكرام العالم العادل كان اللفظ الدال على الحكم في المثال الأول وعلى الموضوع في الثاني وعلى المتعلق في الثالث مقيدات كما أن المعاني أيضا مقيدات.
الثالث: الاطلاق قد يلاحظ بالنسبة إلى افراد المعنى فيسمى اطلاقا افراديا، وقد يلاحظ بالنسبة إلى حالاته فيسمى اطلاقا أحواليا، والمراد من الأول شيوع المعنى الكلى في افراده ومن الثاني شمول المعنى بحسب أحواله.
وبين الاطلاقين عموم من وجه، فقد يتحقق الأحوالي دون الافرادي كما إذا قال المولى أكرم زيدا، فزيد وان كان جزئيا لا يتصف بالاطلاق الافرادي الا انه يتصف بالاطلاق الأحوالي، فهو مطلق من هذه الجهة قابل للتقييد بان يقول أكرمه إذا كان مسافرا أو مريضا.