أجود التقريرات - تقرير بحث النائيني ، للسيد الخوئي - ج ٢ - الصفحة ٣٧٢
تكون ظاهرة في القاعدة (وأنت خبير) بان تقدم زمان صفة اليقين على الشك حدوثا كما هو ظاهر الرواية لا يختص بالقاعدة بل ربما يتحقق في مورد الاستصحاب أيضا بل لعل هذا هو الغالب في موارده وإنما الفرق بينهما هو اختلاف زماني المتيقن والمشكوك في الاستصحاب دون القاعدة ووحدة زمان الصفتين في باب الاستصحاب في الجملة دونها واما تقدم زمان صفة اليقين على زمان الشك حدوثا فليس من مختصات القاعدة حتى يوجب ظهور الرواية فيها بل إن قوله عليه السلام فليمض على يقينه في غاية الظهور في الاستصحاب لوجود اليقين في زمان الشك فيه المقتضي للجري على طبقه الذي هو معنى المضي عليه وما في مورد القاعدة فالمفروض انقضاء اليقين وتبدله بالشك ولا ريب ان اطلاق اليقين على الصفة المتبدلة بالشك يحتاج إلى عناية كثيرة وليس لفظ اليقين من المشتقات التي وقع الكلام في أنها حقيقة في خصوص المتلبس أو الأعم منه ومن المنقضي بل هو من الجوامد التي لا اشكال في كون الاطلاق فيها بلحاظ حال الانقضاء محتاجا إلى عناية ورعاية (والحاصل) ان الرواية مع قطع النظر عن ذيلها وإن كانت قابلة للحمل على القاعدة وعلى الاستصحاب إلا أن ذيلها يعينها في الثاني فيكون الحمل على القاعدة على خلاف الظهور * (ثم إن في رسالة شيخنا العلامة الأنصاري) * (قده) في المقام حاشية يحتمل كونها من سيد أساتيذنا العلامة الشيرازي (قده) (وحاصلها) ان ظاهر الرواية تجريد متعلق اليقين والشك عن التقييد بالزمان وهذا إنما يكون في الاستصحاب فتكون الرواية ظاهرة فيه وظاهر هذا الكلام هو لزوم تقيد متعلقي اليقين والشك في القاعدة بالزمان وهذا ليس صحيحا إذ المعتبر فيها كون متعلق اليقين بعينه متعلقا للشك أعم من أن يكون الزمان قيدا فيه أو ظرفا لتحققه ولذا ينقلب مورد الاستصحاب إلى مورد القاعدة في كل ما إذا فرض زوال اليقين وسريان الشك إلى ظرفه مع أن الاستصحاب لا مورد له مع اخذ الزمان قيدا في المتعلق اللهم إلا أن يكون نظره (قده) من كون الزمان قيدا في مورد القاعدة إلى القيدية في مقابل الاطلاق أعم من القيدية المصطلحة والظرفية ويكون الاستدلال حينئذ مبنيا على أن المعتبر في الاستصحاب هو الغاء زمان متعلق اليقين وتجريده عن الزمان حتى يكون قابلا لتعلق اليقين والشك به في زمان وهذا بخلاف القاعدة فإن متعلق اليقين فيه غير مجرد عنه والزمان ملحوظ فيه ولو بنحو الظرفية وحيث إن ظاهر الرواية هو التجريد وعدم التقييد فتكون ظاهرة في الاستصحاب (وكيف كان) ففي ما ذكرناه من ظهور الذيل في
(٣٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 ... » »»