منتهى الأصول - حسن بن على أصغر الموسوي البجنوردي - ج ١ - الصفحة ٦٠
أو مرتبة من الوجود الساري في جميع الافراد كما يمكن أن تكون شاملة للافراد الصحيحة، كذلك يمكن ان تكون شاملة للافراد الفاسدة. و (بعبارة أخرى) شمول تلك الماهية المجملة من حيث الاجزاء والشرائط والموانع أو تلك المرتبة من الوجود الساري في وجودات الافراد يمكن أن تكون سعتهما بحيث ينطبق على الافراد الصحيحة والفاسدة. واما بناء على ما ذكرنا، فلا يمكن تصوير الجامع إلا بين الافراد الصحيحة، لان السنخية ليست الا بين تلك الافراد. واما الافراد الفاسدة فليس بينها وبين الافراد الصحيحة سنخية أصلا. نعم ربما يشبهها صورة وشكلا لا حقيقة وروحا، فصلاة الشخص المرائي - والعياذ بالله - ليست مسانخة للصلاة الصحيحة، لان الصلاة الصحيحة من أفضل العبادات وأحسن القربات، وتكون معراج المؤمن، وتلك الصلاة الفاسدة تضرب على رأسه وتكون وبالا عليه.
(إن قلت): إن ما ذكرته صحيح في افراد الماهيات المتأصلة، فان بينها سنخية ربما يكون حدها تلك الماهية النوعية، واما مثل الصلاة المركبة من المقولات المتعددة فليس بين افرادها تلك السنخية، ولا يمكن أن تكون، لان المقولات المختلفة متباينة بتمام ذواتها (قلت):
نعم ليست تلك السنخية بين أفراد مقولة وأفراد مقولة أخرى، ولكن هاهنا ليس الامر كذلك، بل كلامنا في وجود السنخية بين افراد المركب من مقولتين، لان مجموع المقولتين موجود في كل فرد من افراد هذا المركب. و (بعبارة أخرى) كما أن السنخية بين افراد السكر وبين أفراد الخل موجودة، كذلك موجودة بين أفراد المركب منهما أي السكنجبين، وهكذا الحال في باب الصلاة مثلا.
(إن قلت) بأن تلك السنخية ليست أمرا مستقلا لا في الوجود الخارجي ولا في عالم التصور، فكيف يمكن أن يكون هو الموضوع له؟ و (بعبارة أخرى) هي تكون مثل الشباهة التي تكون بين شيئين أو الأشياء، ولا يمكن أن يكون اللفظ موضوعا لتلك الشباهة ومنطبقا على كلا الشبهين أو جميع الأشباه نحو انطباق
(٦٠)
مفاتيح البحث: الصّلاة (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»