نهاية النهاية - المولى محمد كاظم الخراساني - ج ٢ - الصفحة ٧٦
أضر الناس أو نفعهم. نعم، بمنكشفه، حيث إنه يكشف عن صفاء النفس من الغل والغش، حتى لا يتصور الدغل في حق أحد من الصفات الكريمة، ويساعده أيضا انه لا معنى للقطع باخبار الله وباخبار غير الله، على طرفي النقيض، كما نقل في مورد الآية، فلا بد من أن يكون المراد من الاذن هو المستمع ومن الايمان للمؤمنين هو مجرد الاستماع بترتيب الأثر الخارجي، فيما ينفعهم من دون حصول إذعان له على طبقه.
قوله: هو ترتيب خصوص الآثار التي تنفعهم:
ويشهد لذلك انه لو كان المراد ترتيب جميع الآثار لما كان ذلك خيرا، ومما يستحق الشخص للمدح عليه، وأيضا يشهد له تعدية الايمان باللام الدال على إرادة ترتيب ما ينفعهم من الآثار، لا يقال:
يثبت المطلوب بذلك أيضا في الجملة، وهو حجية خبر الواحد فيما كان مفاده ينفع المؤمنين، بل لو ضم ذلك الاجماع على عدم الفضل يثبت المطلوب على سبيل العموم، فإنه يقال: لم يثبت ان ذلك كان لأجل حجيته حتى يزاحم حجة أخرى إذا كانت على الخلاف، بل الظاهر أن ذلك من باب انه ينفعهم ولا يضر أحد، ولا يكون فيه إلغاء لحكم شرعي.
الاخبار التي دلت على اعتبار أخبار الآحاد قوله: إلا انها متواترة إجمالا:
يمكن منع حصول القطع بصدور واحد على سبيل الاجمال بعد ملاحظة الأخبار المانعة، وإن كان يحصل القطع لولاها، ولو سلم حصول القطع فلا ريب ان الأخبار المانعة أيضا، مفيدة للقطع كذلك، إلا أن يقال: إن الجمع العرفي يقتضي الاخذ بهذه، فلا ينتهي الامر إلى التساقط، فراجع ما تقدم. ويمكن أن يقال: إن الاخبار كالآيات ليست في مقام تشريع حكم، بل وردت على العادة الجارية على العمل بخبر الثقة، وليس مناط العادة الجارية هو
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»