نهاية النهاية - المولى محمد كاظم الخراساني - ج ٢ - الصفحة ٧٥
نعم، يجب التقييد بخصوص ما إذا حصل العلم في مورد هذه الآية، حيث إنه من الأمور الاعتقادية، بل التمسك بها في غير موردها غير صحيح، لعدم ثبوت الاطلاق فيها وان فرض عموم أهل الذكر لغير الأئمة، وأيضا عدم إرادة خصوص علماء أهل الكتاب منها.
قوله: وفيه: ان كثيرا من الرواة يصدق عليهم انهم أهل الذكر:
قد تقدم في ذيل آية النفر ما في هذا الايراد من الضعف والوهن. نعم، قد أضاف هنا شيئا آخر، وهو إطلاق الامر بالسؤال وشموله لما إذا كان السائل بنفسه من أهل العلم، وكأنه يريد أن قضية الاطلاق المزبور هو أن يكون السؤال بما هم رواة لا بما هم أهل العلم، وإلا لم تكن تشمل لمن هم مثلهم في قوة الاجتهاد.
وفيه: ان ظهور دخل حيثية كون المسؤول منه من أهل العلم، ظهور لفظي يمنع من انعقاد الاطلاق في جانب السائل، مع أن فقرة (إن كنتم لا تعلمون) كالصريح في خروج السائل عن عنوان أهل الذكر، مع أن عدم جواز تقليد من له قوة الاجتهاد، بالاجماع، وخروجه عن إطلاق الآية لا يوجب التصرف في الآية إلا بالتقييد دون التصرف في ظهورها في التقليد بحملها على العمل بالرواية، فان التقييد أقرب وجوه التصرف.
قوله: فإنه تبارك وتعالى مدح نبيه بأنه يصدق المؤمنين:
يحتمل أن يكون من الايمان للمؤمنين بمعنى الأمان لهم لا بمعنى التصديق لقولهم، ويكون اختلاف التعدية بالباء واللام في الموردين للإشارة إلى ذلك، ويكون من أمانه لهم عدم مؤاخذتهم بأقوالهم بعضهم في حق بعض وفي حق أنفسهم.
قوله: انما مدحه بأنه اذن، وهو سريع القطع:
كون الاذن هو سريع القطع ممنوع، وإن كان يشهد له قوله عز شأنه (يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين) إذا قلنا: بأن المراد منه هو الايمان بمعنى التصديق، فان الاذن فسر بالمستمع القابل لما يقال له، وهو أعم من المستمع عن تصديق ومن مجرد ترتيب الأثر. ويساعده ان سرعة القطع بنفسها ليست من الصفات المحمودة، فان القاطع يمشي على مقتضى قطعه، ان
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»