القرآن وإعجازه العلمي - محمد اسماعيل إبراهيم - الصفحة ١٦٩
خلاصة البيان في ثبوت الاعجاز العلمي للقرآن إن خير ما نختم به هذا الكتاب هو التأكيد بأن إعجاز القرآن سواء من ناحيته البيانية أو العلمية هو حقيقة كبرى واضحة وضوح الشمس في رابعة النار، ويتجلي وضوحها لكل من درس علوم القرآن دراسة صحيحة، واستطاع أن يزداد علما بما وصل إليه العلماء المتخصصون في مباحث العلوم الطبيعية من فلك وكيمياء وطب ورياضة وهندسة، أو تزود من العلوم الاجتماعية والنفسية والكونية بقسط وافر لوجد في القرآن الكريم ثروة من العلوم والمعارف وكنزا من القوانين والنواميس التي أودعها الله في الكائنات والمخلوقات، وهي السنن الكونية التي وصفها الله بقوله تعالى: (فلن تجد لسنة الله تبديلا، ولن تجد لسنة الله تحويلا).
وهذه السنن والقوانين التي أوجدها الله في ملكوته بحكمته، وأجراها بتدبيره قد استطاع الانسان المفكر أن يهتدى إلى بعض منها بتوفيق من الله، وظهر له ما فيها من التوافق والتطابق بين ما وصل إليه من معلومات وما في الكون من حقائق ثابتة فدل ذلك على إعجاز القرآن العلمي، ومعلوم أن القرآن نزل على محمد رسول الله ليكون قبل كل شئ كتاب هداية للناس جميعا، وأنه في جملته وتفصيله دعوة حق تهدى إلى عبادة الله وحده وترك ما يعبد الناس من الطواغيت والأصنام والأوثان والايمان الوثيق بالله وكتبه ورسله وبالغيب وبالقضاء خيره وشره، وأنه إلى جانب ما يدعو إليه من التقى ومكارم الأخلاق فإنه يحض على النظر والتأمل والتدبر فيما خلق الله في الأرض وفى السماء من بدائع الكائنات وروائع المخلوقات الدالة على جلال صانعها والشاهدة على قدرته وحكمته.
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 » »»
الفهرست