أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٣ - الصفحة ١٨٧
وبين أن الإنسان قتور: أي بخيل مضيق. من قولهم: قتر على عياله، أي ضيق عليهم.
وبين هذا المعنى في مواضع أخر. كقوله تعالى: * (أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا) *، وقوله: * (إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا إلا المصلين) *، إلى غير ذلك من الآيات.
والمقرر في علم العربية أن (لو) لا تدخل إلى علي الأفعال. فيقدر لها في الآية فعل محذوف، والضمير المرفوع بعد (لو) أصله فاعل الفعل المحذوف. فلما حذف الفعل فصل الضمير. والأصل قل لو تملكون، فحذف الفعل فبقيت الواو فجعلت ضميرا منفصلا: هو أنتم. هكذا قاله غير واحد، والعلم عند الله تعالى. قوله تعالى: * (ولقد ءاتينا موسى تسع ءايات بينات) *. قال بعض أهل العلم: هذه الآيات التسع، هي: العصا، واليد، والسنون. والبحر، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، آيات مفصلات.
وقد بين جل وعلا هذه الآيات في مواضع أخر. كقوله: * (فألقى عصاه فإذا هى ثعبان مبين ونزع يده فإذا هى بيضآء للناظرين) *، وقوله: * (ولقد أخذنآ ءال فرعون بالسنين ونقص من الثمرات) *، وقوله: * (فأوحينآ إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم) * وقوله: * (فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ءايات مفصلات) * إلى غير ذلك من الآيات المبينة لما ذكرنا. وجعل بعضهم الجبل بدل (السنين) وعليه فقد بين ذلك قوله تعالى: * (وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة) * ونحوها من الآيات. قوله تعالى: * (قال لقد علمت مآ أنزل هاؤلاء إلا رب السماوات والا رض بصآئر) *. بين جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أن فرعون عالم بأن الآيات المذكورة ما أنزلها إلا رب السماوات والأرض بصائر: أي حججا واضحة. وذلك يدل على أن قول فرعون * (فمن ربكما ياموسى) *، وقوله: * (قال فرعون وما رب العالمين) * كل ذلك منه تجاهل عارف.
(١٨٧)
مفاتيح البحث: الكرم، الكرامة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»