منشرة) * كما يشير إليه قوله تعالى: * (وإذا جآءتهم ءاية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل مآ أوتى رسل الله) *. وقوله في هذه الآية الكريمة: * (قل سبحان ربى هل كنت إلا بشرا رسولا) * أي تنزيها لربي جل وعلا عن كل ما لا يليق به، ويدخل فيه تنزيهه عن العجز عن فعل ما اقترحتم. فهو قادر على كل شيء، لا يعجزه شيء، وأنا بشر أتبع ما يوحيه إلى ربي.
وبين هذا المعنى في مواضع أخر. كقوله: * (قل إنمآ أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنمآ إلاهكم إلاه واحد فمن كان يرجو لقآء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) *، وقوله: * (قل إنمآ أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنمآ إلاهكم إلاه واحد فاستقيموا إليه واستغفروه) *. وكقوله تعالى عن جميع الرسل: * (قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولاكن الله يمن على من يشآء من عباده) * إلى غير ذلك من الآيات. وقرأ * (تفجر) * الأولى عاصم وحمزة والكسائي بفتح التاء وإسكان الفاء وضم الجيم. والباقون بضم التاء وفتح الفاء وتشديد الجيم مكسورة. واتفق الجميع على هذا في الثانية. وقرأ نافع وابن عامر وعاصم * (كسفا) * بفتح السين والباقون بإسكانها. وقرأ أبو عمرو * (تنزل) * بإسكان النون وتخفيف الزاي، والباقون بفتح النون وشد الزاي. قوله تعالى: * (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جآءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا) *. هذا المانع المذكور هنا عادي. لأنه جرت عادة جميع الأمم باستغرابهم بعث الله رسلا من البشر. كقوله: * (قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا) *، وقوله: * (أنؤمن لبشرين مثلنا) *، وقوله: * (أبشرا منا واحدا نتبعه إنآ إذا لفى ضلال وسعر) *، وقوله: * (ذالك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا) *، وقوله: * (ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون) * إلى غير ذلك من الآيات.
والدليل على أن المانع في هذه الآية عادي: أنه تعالى صرح بمانع آخر غير هذا (في سورة الكهف) وهو قوله: * (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جآءهم الهدى ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الا ولين أو يأتيهم العذاب قبلا) * فهذا المانع المذكور (في الكهف) مانع حقيقي. لأن من أراد الله به سنة الأولين: من الإهلاك، أو أن يأتيه